أصدرت فجر أمس الدائرة الجنائية الخامسة المختصة بالنظر في القضايا الارهابية بالمحكمة الابتدائية بتونس أحكامها فيما عرف بقضية «خلية الفرقان» الارهابية بسوسة التي ضمت خمسة ملفات وحسب ما ذكره سفيان السليطي الناطق الرسمي باسم القطب القضائي لمكافحة الارهاب والمساعد الأول لوكيل الجمهورية بالمحكمة الابتدائية تونس 1 ل «الصباح» فان ملف القضية ضم أكثر من ملف وهي محاولة قتل النائب بمجلس نواب الشعب رضا شرف الدين ومحاولة قتل عون الأمن جمال البوراوي في مفترق الطريق الحزامية بسوسة رميا بالرصاص وكذلك قتل عون الأمن عز الدين بالحاج نصر على مستوى قنطرة سوسة سنة 2015 اضافة الى ملفات أخرى تم ضمها. وأكد السليطي في خصوص القضية الأولى المتعلقة بمحاولة اغتيال العضو بمجلس نواب الشعب رضا شرف الدين والتي جدت بتاريخ 8 أكتوبر 2015 بمدينة سوسة انها تضم ستة متهمين موقوفين صدرت في شأنهم ستة أحكام بالإعدام ومتهم سابع في حالة فرار نال حكمين بالسجن مدى الحياة وحكما آخر ب20 سنة بالنظر إلى تورطه في محاولة القتل والتآمر على أمن الدولة وفي عدد من الجرائم الارهابية. أما بخصوص القضية الثانية المتعلقة بمحاولة عنصرين تابعين لنفس الخلية الارهابية قتل عون الأمن جمال بوراوي على مستوى الطريق الحزامية بمدينة سوسة في 25 جويلية 2015 فقد أصدرت الدائرة في شأنهما حكمين بالإعدام مشيرا إلى تورطهما ايضا في قضية محاولة اغتيال النائب رضا شرف الدين أما القضية الثالثة المتعلقة بقتل عون الأمن عز الدين بالحاج نصر على مستوى قنطرة حي الزهور طريق سوسة يوم 19 جوان 2015 والتي تورط فيها اربعة متهمين موقوفين من بينهم شقيقان فقد أصدرت نفس الدائرة حكما بالإعدام مع حكم بالسجن مدى الحياة في شأن المتهم الرئيسي لتورطه في جريمة القتل والتآمر على أمن الدولة وعدد من الجرائم الإرهابية كما أصدرت الدائرة حكمين بالسجن مدى الحياة في شأن الموقوف الثاني و35 سنة سجنا في حق الثالث وحكما بعدم سماع الدعوى في حق الرابع (شقيق المتهم الرئيسي) والذي صدر في شأنه حكم بالسجن مدى الحياة في قضية أخرى. وأضاف السليطي ان الدائرة الخامسة نظرت كذلك في ملفين ارهابيين اخرين (بعد ضم ثلاثة ملفات أخرى تخص خلية الفرقان) وأصدرت أحكاما بخصوص الملف الأول الذي تورط فيه 14 موقوفا من بينهم شقيقان وفتاة وعون أمن تراوحت بين حكم واحد بالسجن مدى الحياة والحكم بثلاث سنوات سجنا فيما أصدرت ذات الدائرة في الملف الثاني أحكاما في شأن 11 موقوفا تراوحت بين حكمين بالسجن مدى الحياة والسجن سنتين. وقد أحضر أمس الأول جملة المتهمين الموقوفين في القضية أمام أنظار الدائرة الجنائية الخامسة بابتدائية تونس حيث تم افساح المجال للمحامين للترافع عنهم بعد ان تم في جلسة الاسبوع الفارط استنطاقهم. مخطط «الفرقان».. وقد تمت الإطاحة بخلية «الفرقان» الإرهابية في شهر نوفمبر 2015 إثر عملة إستباقية وتنسيق بين النيابة العمومية والوحدة الوطنية للأبحاث في الجرائم الإرهابية بالعوينة وتعد هذه الخلية من أخطر الخلايا الإرهابية وقد سافر المشرف عليها الى سوريا سنة 2014 وانضم الى تنظيم «داعش» الإرهابي وقاتل في صفوفه ثم قررالعودة الى تونس وكون مجموعة من العناصر الإرهابية تمهيدا للقيام بأعمال ارهابية لبث الفوضى في البلاد. وقد كشفت الأبحاث في ملف «خلية الفرقان» أن أحد المتهمين قاتل في صفوف تنظيم «داعش» الإرهابي بسوريا وتدرب على صناعة المتفجرات وصناعة العبوات الناسفة على يد داعشي تونسي وفي 2015 عاد الى تونس واستقطب عددا من الحاملين للفكر التكفيري وبايعوا أمير تنظيم «داعش» أبو بكر البغدادي ثم كونوا خلية إرهابية أطلقوا عليها اسم «كتيبة الفرقان» ثم انطلقت عناصرها في تحديد الأهداف التي يريدون استهدافها وكان بداية المخطط يتمثل في احتطاب أحد الفروع البنكية بسوسة لتوفير الدعم المالي للكتيبة وليكسب عناصرها ولاء وثقة تنظيم «داعش» بكل من ليبيا وسوريا. محاولة اغتيال رضا شرف الدين كما كشفت الأبحاث أن كتيبة «الفرقان» وفرت لنفسها أسلحة تمهيدا لتنفيذ أهدافها وكان أول هدف محاولة اغتيال رضا شرف الدين وذلك بأمر من أحد قادة تنظيم «داعش» بليبيا وذلك بعد رصد تحركاته بدقة وأوقات مغادرته المنزل والطريق التي يسلكها فشرع عناصر من الكتيبة في تنفيذ المهمة ويوم 4 أكتوبر 2015 تحول عنصران الى مفترق طريق يؤدي الى المنطقة الصناعية بالقلعة الكبرى لرصد مرور رضا شرف الدين ولكنه لم يمر في ذلك اليوم، ثم يوم 6 اكتوبر تحول ثلاثة عناصر من نفس الكتيبة وتسلح احدهم بسلاح «بيريتا» مزود بكاتم صوت ومخزن وذخيرة وبقوا مرابطين بالطريق الرابط بين مدينة القنطاوي والطريق السريعة تونس فيما مكث عنصر آخر منهم وهو عنصر الرصد بمفترق هرقلة يترصد رضا شرف الدين حتى يمر ليعلم بقية العناصر وبحلول الساعة العاشرة صباحا مر رضا شرف الّدين مستقلا لسيارته ولم يفلح احد العناصر في استهدافه لأن شرف الدين كان يقود سيارته بسرعة فتم تأجيل العملية الى اليوم الموالي الموافق ل7 اكتوبر 2015 ولكنه لم يمر في ذلك اليوم. وفي صبيحة 8 أكتوبر من نفس السنة توجه عنصران من الكتيبة حاملين لسلاح «بيريتا» مزود بكاتم صوت ومخزني سلاح و30 إطلاقة وقنبلة يدوية مباشرة الى مفترق طريق الرميلة بمدينة سوسة والمؤدي الى المنطقة الصناعية بالقلعة الكبرى وفي حدود الساعة التاسعة والنصف تلقى العنصران المكلفان باستهداف رضا شرف الدين واللذان كانا على متن سيارة اشارة من عنصر الرصد فانطلقا بسيارتهما محاولين مجاوزة رضا شرف الدين الذي كان بدوره على متن سيارته ثم اخرج أحدهما من نافذة السيارة سلاحه نوع «بيرتا» وأطلق النار في اتجاه شرف الدين ولكنه لم يصبه بل أصاب مقدمة السيارة وجانبها الأيسر عندها زاد من سرعة سيارته وتمكن من النجاة من محاولة اغتيال محققة و بعد الفشل في اغتيال رضا شرف الدين عاد الإرهابيان أدراجهما في اتجاه المنطقة الصناعية بالقنطاوي ونزعا اللوحات المنجمية الوهمية للسيارة. اغتيالات بالجملة وقد حاول أحد عناصر الخلية وهو يعمل سائق سيارة أجرة القيام بعملية انتحارية ولكن أحبطت مخططاته بعد ايقافه من قبل أعوان الأمن كما خطط عناصر الخلية الى استهداف سياسيين وأمنيين وقضاة ومن بين القضاة الذين تم التخطيط لإستهدافهم رئيس دائرة بمحكمة التعقيب بتونس اذ قامت عناصر الكتيبة برصد تحركاته وكانت تنوي اغتياله وقاضيان آخران كان سيتم استهدافهما كما خططت نفس الخلية لإغتيال الأستاذة الجامعية ألفة يوسف حيث تم رصدها ورصد منزلها ورصدت عناصر الخلية أيضا اطارات امنية اخرى بسوسة كما خططت لإستهداف بعض السياح بمدينة سوسة والمنستير وأيضا المركز الفرنسي بذات المدينة لإستهدافه وقتل الموظفين الأجانب فيه وحرقه ومن مخططات «الفرقان» ايضا استهداف ثكنة وحدات التد ّخل التّابعة للأمن الوطني بسوسة كما رصد بعض عناصر الخلية دوريات أمنية احداها بمنطقة القنطاوي وقام أحد عناصر الخلية برصد رئيس الجمهورية السابق المنصف المرزوقي لإستهدافه بالإغتيال على اعتبار أن عملية اغتياله سيكون لها تأثير كبير على ادخال تونس في حالة فتنة بين أهل الشمال والجنوب كما تم التخطيط من قبل نفس الخلية لتفجير معمل لصناعة الطائرات على ملك يهوديين يصّدر القطع إلى إسرائيل كائن بالمنطقة الصناعية بالمنستير.