نقلت يوم السبت الفارط 9 تلميذات يزاولن دراستهن بالمدرسة الإعدادية الحبيب ثامر بمدينة بئر مشارقة من ولاية زغوان، إلى المستشفى الجهوي بعد الاشتباه في تعرضهن لحالة تسمم غذائي على خلفية تناولهن لاكلة خفيفة من أحد المحلات القريبة من المؤسسة التربوية المذكورة. وتعد حالات التسمم الجماعي الغذائي من بين أكثر الإصابات التي تهدد صحة المستهلكين لمواد غذائية او مشروبات ملوثة وفاسدة في مختلف الأوساط وخاصة منها العائلية والمدرسية باعتبارهما أكثر الفضاءات التي تتشكل بها بؤر التسمم. اللافت في مؤشرات وزارة الصحة أن الوسط المفتوح للعموم بات يسجل أقل حوادث تسمم مقارنة بالوسطين المذكورين،وإن تبقى عديد الإصابات في علاقة مباشرة بنوعية الأكلة المقدمة في عدد من المحلات المجاورة للمؤسسات التربوية التي يقبل عليها التلاميذ، والمنتصبة في كثير من الأحيان بطريقة عشوائية. وقد أقفلت السنة الماضية على حصيلة جملية ثقيلة من الحالات والبؤر بلغت 1015حالة تسمم غذائي موزعة على81 بؤرة، وكانت أرفع الحالات المسجلة بالمطعم الجامعي بقابس ب260حالة في يوم واحد بسبب جرثومة السالمونيلا. هذه السنة أيضا لم يتوقف «عداد» الإصابات عن الدوران وقد شهد شهر فيفري لوحده 41 حالة تسمم غذائي في صفوف التلاميذ بعد تناول وجبات فاسدة. سجلت أوسع بؤرة من التسممات بإحدى مدارس معتمدية الشراردة بولاية القيروان على إثر تعرض 25 تلميذا ومعلمة للتسمم بسبب لمجة فاسدة يوم 26 فيفري المنقضي. قبلها سجلت بؤرة أولى في ولاية قفصة يوم12من نفس الشهر بعد تسمم12تلميذا بمدرسة ابتدائية بمعتمدية القصر على إثر تناول غذاء بمطعم مجاور للمدرسة. حوادث تستوجب مزيد التوعية الصحية بضرورة إلتزام كل متعامل مع المواد الغذائية سواء على مستوى عرضها للبيع أو تحضيرها وطبخها وتقديمها للاستهلاك الشروط الصارمة لحفظ الصحة والنظافة والتحري من نوعية الأكلات المقدمة، وهو ما يؤكد اهمية دعم مجالات تدخل فرق المراقبة الصحية وتوسيع نطاق عملياتها التحسيسية والإعلامية داخل مطاعم المؤسسات التربوية والجامعية وخارجها خاصة بالمحلات المنتصبة بجوار المدارس التي يقصدها التلاميذ. الوسط العائلي في الصدارة.. تظهر قراءة في أبرز المؤشرات المتعلقة بحالات التسمم الجماعي الغذائي المسجلة السنة الماضية أن الوسط العائلي كان ويظل المصدر الأساسي لأكبر التسممات الغذائية خاصة في مناسبات الأفراح الصيفية التي تجمع أكبر عدد من الأشخاص لتناول أصناف متعددة من الاكلات والحلويات في ظروف حفظ وتقديم غير صحية يزيد عامل ارتفاع الحرارة في تلوثها. في هذا الصدد بلغت نسبة بؤرالتسمم المسجلة في الفضاء العائلي 62بالمائة من مجموع البؤر لكامل الحالات طوال السنة، ما يعادل 50بؤرة من مجموع81بؤرة إلا انها على مستوى عدد الإصابات الفردية تعتبر أقل من الوسط المدرسي حيث سجلت بالوسط العائلي 365 حالة تسمم مقابل 549حالة بالوسط المدرسي موزعة على 16بؤرة فقط. في جدول التوزيع الشهري يمثل الموسم الصيفي جويلية وأوت وسبتمبر ذروة حوادث التسممات الغذائية العائلية، والأمر من مأتاه لا يستغرب باعتبار أهمية عامل الحرارة المرتفعة وشدة تأثيرها على المواد الغذائية. بالنسبة للوسط المدرسي فإن أبرز فترات التسمم سجلت السنة الماضية في المدة المتراوحة من شهر مارس إلى ماي. خلو الوسط السياحي من التسممات ما يشد الانتباه في الحصيلة المفصلة التي تحصلت عليها «الصباح» من إدارة حفظ الصحة وحماية المحيط خلو الوسط السياحي من أي حادث تسمم سنة2017، وسجل الوسط المهني 18حالة موزعة على ثلاث بؤر تسمم جماعي، وبلغ عدد البؤر بالوسط المفتوح للعموم بالمطاعم ومحلات الأكلات السريعة 12بؤرة و92حالة تسمم. في ظل هذه المؤشرات ومع تواتر عمليات حجز المواد الغذائية من لحوم وأطعمة ومرطبات فاسدة موجهة للاستهلاك والترويج بالأسواق في منتهى الاستهتار والاستخفاف بصحة المواطن يعد مطلب مراجعة العقوبات وتشديدها بالنسبة للمخالفين المتلاعبين بصحة التونسي وسلامته من أوكد المطالب التي تستوجب التعجيل بإقرارها لوقف نزيف هذه الممارسات.