صدر في الأيام القليلة الماضية كتاب جديد للكاتب والباحث عبد العزيز كمون بعنوان «أقلام تونسية، حبر على الشاطئ»، وهو كتاب من الحجم المتوسط صادر عن دار مريم للفنون والإسلاميات، ويمتد على 246 صفحة . تقول الأستاذة والروائية خديجة التومي في تقديم هذا الكتاب «لقد استحسنت ما ذهب إليه الكاتب ورجل المسرح والناقد والإعلامي عبد العزيز كمون في محاولته النظر والتعريف بما حبر أبناء جهة بنزرت؛ وذلك لاعتبارات عدة منها الحرص على عدم ضياع ما يكتب حول أي جهة من جهات الوطن. يضاف إلى ذلك أهمية الوقوف عند الخصوصيات المميزة، وربما الجزئيات التي يغفل عنها التاريخ الشامل، فيكون هذا الصنف من الكتابات جديرا بمحاكمة التجارب للخروج باستنتاجات مفيدة في صياغة دراسات موضوعية ومعمقة». وأما الكاتب نفسه فيقول في تنبيه عنوانه «انزلوا القوم منازلهم» (بالصفحة 13): «والكتاب في مجمله إطلالة على كتاب احتفوا بالنص الأدبي شعرا ونثرا، فحضرت المقالة والقصيدة والقصة القصيرة والمسرحية والخاطرة، كما احتفوا بالنقد الأدبي وبالمبحث الديني والتاريخي -السياسي والكتابة العلمية». وجدير بالذكر أن هذا الكتاب هو الرابع في سلسلة أدبية بعنوان «أجنحة المدينة» والثاني في التعريف بكتاب بنزرت بعد كتابه «تونس رجال وأقلام» الصادر في 2015 والذي تحدث فيه الكاتب عن تسع شخصيات أدبية وفكرية. وتضمنت واجهة الغلاف مشهدا بحريا يرجح أنه شاطئ الصخور ببنزرت، بينما تضمن الغلاف الخلفي صورا لأغلفة ثلاثة كتب من التي تحدث عنها الكاتب . وقد شمل الحديث في هذا الكتاب الجديد 17 كاتبا، تم تبويبها كما يلي : القسم الأول: أقلام جامعية: توفيق الهمامي، أحمد المشرقي، محمود الماجري، الأزهر الماجري ونور الدين الدقي . القسم الثاني: أقلام زيتونية: عبد الحميد بن رجب، الحبيب بن هولة، البشير التلمودي وحبيب بن الشيخ إدريس الشريف . القسم الثالث: أقلام نسائية: سعاد الصديقي، فلة ميهوب شوشان، إيمان بوكوم ونائلة بن حربي، التي تكتب باللغة الفرنسية . القسم الرابع: أقلام أخرى: حافظ كندارة، عبد الرزاق معالي، حمادي المزي وحمادي بن حماد . قسم توثيقي: أصداء ومراجع : ملحق -1- سهير التركي.. لمسة على زرقة المرسى ملحق -2- احتفاء بالكتاب وإصدارات من 2008 إلى 2010 . ملحق -3- ملف صور . ولئن أضفى هذا التنوع في الكتابات واختلاف مشارب المؤلفين على الكتاب ثراء فريدا، فإنه يولد لدى قارئه رغبة ملحة في الاطلاع على تلك الكتب الواردة في الكتاب على غرار كتاب «عرق البرنوس» للمؤلف الفرنسي بول فينياي دوكتون، والذي عربه الأستاذ الجامعي الأزهر الماجري، والذي يدين فيه المؤلف رغم انتمائه الفرنسي الممارسات القمعية والسياسات الجائرة للمستعمر ضد الشعب التونسي لأنه أي المؤلف «تحركه منازع إنسانية واضحة « وإجمالا يبقى هذا الإصدار الجديد لعبد العزيز كمون وثيقة أدبية قيمة ومرجعا مهما للباحثين وإثراء مفيدا للمكتبة الوطنية.