خلافا لما قد يعتقده البعض، حركة الترجمة في البلدان العربية مزدهرة وليست راكدة هذا ما اكده الدكتور بسام بركة الامين العام لاتحاد المترجمين العرب عندما زار تونس بمناسبة الاحتفال باليوم العالمي للترجمة - وإذا ما افترضنا ان ما قاله صحيح -رغم انه ليس لدينا قواعد معلومات دقيقة حول قطاع الترجمة العربية - فان ما يلاحظ هو ان الترجمة مزدهرة عربيا من خلال المجهود الفردي وفي غياب شبه تام للتنسيق بين الدول العربية لمعرفة حاجاتها الضرورية من الثقافة والعلوم. والتنسيق المطلوب مفروض اليوم على مؤسسات الترجمة العربية والمراكز القومية والوطنية للترجمة سواء الخليجية او المصرية أو المغاربية بين بعضها البعض وبينها وبين اصحاب المجهود الفردي لتحديد الجاحة ( الاثر المزمع ترجمته) ونوعه ومدى اهميته لأكبر عدد ممكن من البلدان العربية وذلك حتى لا نترجم نفس الاثر من اللغة الفرنسية ثم الانقليزية او العكس او غيرها من اللغات.. وكذلك ليحظى الادب والنقد بحقه في الترجمة ولإيجاد توازن بين ما يختاره الفرد بكل حرية ليترجمه حسب علاقاته ورغبته واقتناعه بالنص الذي يترجمه وبين توفير حاجات الجامعات والمعاهد والمؤسسات البحثية بصفة عامة . وحتى نتخطى اشكالية كبيرة اشار اليه الدكتور بسام بركة وهو عضو لجنة تحكيم جائزة ابن خلدون – سنغور للترجمة في العلوم الإنسانية (دورة 2017) التي تنظمها المنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم (ألكسو) وهي ان لجنة التحكيم لم تجد في المسابقة للأسف كتبا مترجمة تهم كل او اغلب الدول العربية لتتوجها بالجائزة فتونس تترجم للتونسيين والخليجيون يترجمون للخليجيين والمصريون للمصريين... والتنسيق مفروض لان كثرة المترجمين الفرديين لا يمكن ان تفرز بالضرورة حركة ترجمة يستفيد منها العرب لان حركة الترجمة تزدهر اكثر عندما يتم توحيد المصطلحات والاتفاق على استعمالها وعندما تحدد لها خصائص وتصنف لها مجالات وترسم لها قواعد ثابتة يتم على ضوئها اصلاح مسارها المعطل وتعداد انجازاتها أي العمل على اعلام مثقفي ومترجمي الدول العربية بما تمت ترجمته والتوصل اليه اذ يمكن لأي مؤسسة عربية ان تترجم اجزاء من اثر ما وتواصل مؤسسة عربية اخرى ترجمته. ووحده التنسيق والعمل المشترك وتوحيد جهود الافراد والمجموعات والاتفاق على منظومة عمل موحدة بين كل المترجمين العرب ومؤسسات ومراكز الترجمة يمكن من تنويع الترجمات على اساس الضروريات ويمكن من خلق نظرية عربية خاصة بنا تقوم على اساس وقاعدة لغتنا واحتياجاتنا ويدفعنا الى تكوين المترجمين وإرجاع اهمية الترجمة في المناهج العلمية كما كانت في القرن الماضي او احسن على الاقل التنسيق بين المؤسسات والمراكز العربية للترجمة الاعضاء في اتحاد المترجمين العرب.