تونس الصباح انطلقت كما هو معلوم منذ عدة اشهر اشغال بناء محول ضخم على الطريق الوطنية رقم 8 الرابطة بين العاصمة والضاحية الشمالية للبلاد ، وذلك على مستوى ضاحية اريانة. ولا شك ان هذا المحول الضخم الذي سيمثل حلا جذريا لكل التقاطعات مع الطريق السريعة تونسبنزرت سواء المتجهة من منطقة رواد باتجاه العاصمة او مدينة اريانة ، او المغادرة لها والتي تتصل بكل الاحياء الاخرى المترامية في المنطقة . ولا شك ايضا ان الاشغال الجارية تتنزل في مكان مكتظ بحركة المرور، وأنه على الرغم من كل هذا بذل المشرفون على هذه الاشغال مجهودات كبرى لتسهيل حركة المرور وتواصل انسيابها عبر فتح ممرات وقتية في وجه حركة المرور المنسابة ليلا ونهارا في كل الاتجاهات لكن هل استطاعت هذه الممرات استيعاب الحركة المرورية بالكامل ودون اشكاليات ام انها تبقى غير كافية وتتطلب جهدا آخر لتوسيعها بانتظار انهاء الاشغال؟ طوابير طويلة من السيارات واختناق لحركة المرور هناك منذ ان انطلقت الاشغال وعلى الرغم من المبادرة بفتح ممرات وقتية امام حركة المرور تواصل ضغط الحركة وما انفك يزداد في كل الاتجاهات. فعلى مستوى طريق رواد تتعطل الحركة خاصة في الفترات الصباحية والمسائية ليصل طابور السيارات في بعض الاحيان حد منطقة النخيلات ... اما بالنسبة للسيارات الخارجة من العاصمة باتجاه الاحياء الشمالية او مدينة بنزرت فإن طابورها كثيرا ما يمتد طويلا ليصل حد جسر طريق سكرة، وذلك على الطريق السريعة رقم 8 . وكل هذا قد يهون لأن المار من هناك يمكنه تحمل 20 دقيقة لقطع اشغال المحول الجديد، لكن الصعوبة تكمن اكثر بالنسبة للقادمين او الرائحين الى مدينة اريانة . فهؤلاء يعانون الامرين ، ومشاق الانتظار الطويل لاجتياز اشغال المحول، خاصة ان الطرق ضيقة ولا يمكنها ان تتسع لسيارتين على اعتبار انها تسير في الاتجاهين. صعوبات النقل العمومي تزداد.. والمواطن يتذمر حافلات النقل العمومي التي تنطلق من محطة 10 ديسمبر ، والمتجهة سواء الى حي الغزالة او رواد او غيرها من الاتجاهات الاخرى لم يعد مسارها هذا محددا بوقت . فاذا كانت شركة نقل تونس قد ضبطت ساعة زمن للحافلة 27أ للقيام برحلتها ذهابا وايابا بين المحطة المذكورة وضاحية الغزالة، فانها وعلى ضوء اكتظاظ حركة المرور على مستوى اشغال المحول الجديد لم يعد بامكانها حصر ولا تحديد الوقت الذي تتطلبه هذه الرحلة. ولا شك ايضا ان كل الاحافلات الاخرى التي تمرعبر اشغال المحول تعيش نفس الوضعية. المواطنون من مستعملى وسائل النقل العمومي ضجروا مما لحق بهم من تعطيل ، وضياع وقت عند امتطائهم لهذه الحافلات ، فلا احد يمكنه ان يتكهن بساعة الوصول ولا أحد ايضا يمكنه ان يتحقق من قضاء شؤونه عند امتطاء هذه الحافلات في وقت حدده لنفسه. المعاناة من اكتظاظ حركة المرور في مستوى اشغال المحول المشار اليه كانت قد اتخذت ايضا بعدا آخر مع التلاميذ خلال الاشهر الفارطة . فقد عانى التلاميذ الذين يدرسون داخل اريانة من ويلات النقل اياما طوالا مما حدا بمديري المعاهد الى استدعاء عديد الاولياء نتيجة تأخر ابنائهم في الحضور. لكنهم وعند وضعهم في الصورة والاتصال حتى بشركة نقل تونس للتحقق من اسباب التأخير سواء للحافلات العمومية المقلة للتلاميذ أو الخاصة تفهموا الظروف المحيطة بالتلاميذ وبصعوبات النقل ، مما حدا بهم الى عدم اجراء الفروض والامتحانات في الساعات الاولى من كل يوم. تقديرات المشرفين على الاشغال المشرفون على الاشغال الجارية هناك اكدوا لنا ان شغلهم الشاغل منذ انطلاق الاشغال هو العمل على تسهيل حركة المرور وانسيابها. وقد اكد لنا بعض هؤلاء ان المبادرة في الاشغال كانت بفتح ممرات وقتية امام الحركة المرورية، لكنهم اكدوا لنا في نفس الوقت ان الاشغال الجارية تتنزل في محيط صعب وضيق ، خاصة وانها من الحجم الثقيل الذي يتطلب معدات ضخمة ... وابدى هؤلاء المهندسين تفهمهم لقلق المواطنين ، لكنهم اكدوا في نفس الوقت ان الصعوبات في طريقها بداية من هذه الايام الى الزوال ، حيث تم الشروع في فسح الطرقات الرسمية ، وكذلك حصلت الامكانيات حاليا لتوسيع الممرات الوقتية. واكدوا انه خلال الايام القريبة القادمة سوف تنفرج حركة المرور بالشكل الكافي وذلك بانتظار واقع آخر جديد يمكنه ان ينطلق مع مستهل شهر سبتمبر القادم