مع عودة التلاميذ إلى المدارس والمعاهد والطلبة إلى المعاهد العليا والكليات تشهد حركة المرور في جل المدن كثافة كبيرة إذ تكتظ اغلب الطرقات بوسائل النقل والسيارات الخفيفة على وجه الخصوص وتختنق الحركة في معظم الأحيان خاصة في الأوقات التي يكون فيها التلميذ والطالب في طريقهما إلى المدرسة والكلية وعند العودة منهما. ومن بين الطرقات التي تشهد اكتظاظا لافتا الطريق الرابطة بين أريانةالمدينة ومنطقة رواد والتي تمر عبر العديد من الأحياء على غرار «النخيلات» و«جعفر 1» و«جعفر2» و«سيدي عمر» وغيرها.
وهذه الطريق التي كانت في سنوات سابقة مسرحا لعدة حوادث مرورية قاتلة وقد شهدت والحق يقال تحسينات وأشغال توسعة وأصبحت ذات اتجاهين ما ساهم إلى حد ما في التقليل من مخاطرها وقلل بالتالي من نسبة الحوادث.
غير أن ذلك لا يحول دون التنبيه إلى الخطر الأعظم الذي مازال يهدد حياة مستعملي هذه الطريق وحياة تلاميذ المدارس الابتدائية والإعدادية والمعاهد الثانوية المحاذية لها كالمدرسة الإعدادية والمعهد الثانوي بحي الغزالة والمدرسة الابتدائية «بجفر1».
أما مصدر هذا الخطر فهو السرعة الجنونية التي تسير بها سيارات النقل الجماعي التي كانت تعرف بسيارات النقل الريفي والعاملة على خط أريانةرواد وخط أريانة حي «شاكر» عبر «سيدي عمر».
ولكم أن تتصوروا عجائز وكهولا وتلاميذ من بينهم من هو صغير السن يشقون الطريق وسيارات تجري بأقصى سرعتها وكأنها في سباق للفوز بأكبر واهم الجوائز في العالم قاطبة. وعلى الرغم من أن رجال الأمن لا يتهاونون في تطبيق القانون حيال مثل هذه المخالفات حماية لأرواح الناس فان الاستهتار مازال يحكم سلوك هؤلاء السواق الذين لا يخفضون سرعة سياراتهم إلا عند الاقتراب من النقاط التي تتمركز فيها الدوريات الأمنية القارة وهى نقاط معروفة او عندما يلاحظون وجود رجال امن هنا أو هناك. ولذلك تقتضي الضرورة وتستوجب حماية أرواح الناس وفلذات الأكباد أن يتم في اقرب وقت ممكن تركيز مخفضات سرعة بهذه الطريق خاصة على مستوى المؤسسات التربوية والصناعية.
كما تقتضي الضرورة تركيز الأضواء المنظمة لحركة المرور في بعض المفترقات الحساسة التي تشهد يوميا اكتظاظا لا يوصف وكثيرا ما يكون سببا في توتر أعصاب بعضهم فيردون الفعل بأساليب لا تخلو من البذاءة وسوء الذوق والخلق.