في الساعة السادسة ودقيقة واحدة (18.01) من عشية الخميس 22 ماي 2008 توّج النادي الافريقي رسميّا بطلا لتونس لموسم (2008-2007)، بعد أن ظل يطارد لقب البطولة طيلة 12 عاما بالتمام والكمال، بل وبعد أن ظل هذا اللقب يتأرجح بينه وبين النجم الساحلي على امتداد ساعتين كاملتين، عاشت خلالهما الجماهير حتى من غير أنصار الفريقين قمة الإثارة وذروة التشويق في أمسية عبث فيها «النسر» بأعصاب الجميع وظل يحط الرحال تارة بسوسة وطورا برادس.. ففي الساعة الرابعة وعند انطلاق المقابلتين في نفس التوقيت كان النادي الإفريقي هو البطل.. وحتى حين توصّل الترجي الجرجيسي إلى افتتاح النتيجة في الساعة الرابعة و24 دقيقة (16.24)، بقي النسر في مكانه برادس لأن النجم الساحلي كان وقتها متعادلا مع الترجي الرياضي (0/0) أي في رصيده 59 نقطة مقابل 60 للنادي الافريقي. ثم جاء هدف التعادل لفائدة النادي الافريقي في الساعة الخامسة و21 دقيقة (17.21) ليجعل جماهير رادس تُمنّي النفس أكثر فأكثر ببقاء النّسر بينهم، غير أنه باغت الجميع في الساعة الخامسة و33دقيقة (17.33) وحوّل وجهته ليحط الرحال بسوسة، إذ في تلك اللحظة تمكن النجم الساحلي من افتتاح النتيجة أمام الترجي الرياضي (0-1) مما جعل رصيده يرتفع إلى 61 نقطة مقابلة 61 أيضا للنادي الافريقي، لكن مع تفوّق فريق جوهرة الساحل في نسبة الأهداف المسجّلة والمقبولة خلال مرحلة الذهاب.. ومع تقدّم الوقت واستماتة ترجي جرجيس وصموده استعاد أنصار النجم الساحلي الأمل في تحقيق ما كان يلوح ضربا من ضروب المستحيل ولا يتحوّل إلى حقيقة إلا بمعجزة، الا أن النسّر ما لبث أن عاد للتحليق عاليا في الساعة الخامسة و44 دقيقة (17.44) ليحلّ ركبه باختيار لا رجعة فيه هذه المرة بملعب رادس... كان ذلك حين اختطف النادي الافريقي هدف الفوز الذي يساوي التتويج والذي عاشت على إثره الجماهير اللحظات الأخيرة لموسم مشوّق في أجواء مشحونة بالاثارة والغموض ظلت خلالها الفرائص ترتعد إلى أن أطلق الحكم السويسري «شيركيتا» صافرة الإعلان عن تتويج النادي الافريقي ببطولته العاشرة.