جهاز البيجر الذي انفجر في عناصر حزب الله اليوم هو جهاز اتصال إلكتروني لا سلكي صغير الحجم، اخترعه ألفريد غروس عام 1949. كان يستخدم بشكل رئيسي للتواصل بين الأفراد في المؤسسات المختلفة مثل المطاعم والمستشفيات، حيث يساعد في تسهيل التواصل بطريقة هادئة وآمنة دون الحاجة للإنترنت. يتميز الجهاز بقدرته على العمل بواسطة بطاريات الليثيوم التي تستمر لأيام، واستقبال الإشارات من أجهزة إرسال وتحويلها إلى رسائل مكتوبة أو صوتية. في منتصف القرن العشرين، شهدت أجهزة البيجر انتشارًا واسعًا، حيث بلغ عدد مستخدميها 61 مليونًا في التسعينيات. ومع تطور التكنولوجيا وانتشار الهواتف المحمولة، تراجعت أعداد مستخدمي البيجر إلى نحو 6 ملايين في 2016. لكن بعض المؤسسات، مثل المستشفيات، ما زالت تعتمد عليه نظرًا لكونه أكثر أمانًا وصعوبة اختراقه. أحد الاستخدامات البارزة للبيجر يتمثل في التواصل بين أعضاء حزب الله اللبناني، حيث يوفر وسيلة آمنة للتواصل بعيدًا عن الإنترنت. لكن في 17 سبتمبر 2024، شهدت مناطق عديدة في لبنان انفجار أجهزة بيجر يحملها أعضاء الحزب، مما أسفر عن إصابات خطيرة لأكثر من 2750 شخصًا ومقتل 9 آخرين. حزب الله اتهم إسرائيل بتنفيذ هذه التفجيرات، مشيرًا إلى احتمال وجود برامج ضارة تسببت في تسخين الأجهزة ثم انفجارها. وأشارت تقارير إلى أن التفجيرات طالت عدة مناطق مثل الضاحية الجنوبية لبيروت ومدن البقاع والنبطية. وتحدث مسؤولون عن أن الشحنة الجديدة من البيجر التي تلقاها حزب الله قد تكون ملوثة بتقنيات متقدمة تتجاوز قدرات إسرائيل وحدها، وقد تكون تمت بمساعدة حلفاء. ختامًا، يعتبر انفجار أجهزة البيجر حادثة غير مسبوقة تفتح المجال أمام تساؤلات حول طبيعة التكنولوجيا المستخدمة، خاصة أن البيجر يُعرف بمقاومته للاختراق وصموده في الظروف الصعبة.
