أعلنت مجموعة البنك الدولي في إطار فعاليات مؤتمر القمة الاخير لميثاق مالي عالمي جديد المنعقد بباريس عن مجموعة من الإجراءات الجديدة والموسعة لمساعدة البلدان على الاستجابة بسرعة وفعالية للموجات المتزايدة من الأزمات. وأعلن أجاي بانغا، رئيس مجموعة البنك الدولي، في المؤتم رعن دليل شامل وموسع للاستعداد لمواجهة الأزمات والتصدي لها والتعافي منها، ويتضمن هذا الدليل إيقاف سداد الديون وإعادة توجيه التمويل والربط بين الاستعداد لمواجهة الأزمات والتمويل وتدعيم مشروعات التنمية من خلال المساندة التي يقدمها القطاع الخاص إضافة الى بناء مظلة تأمين معززة ضد الكوارث بدون ديون. مساع لبناء القدرة على الصمود والتأمين ضد المخاطر تستهدف مجموعة البنك الدولي وفق تقديرها خلق عالم خالٍ من الفقر على كوكب صالح للعيش في سياق عملها على جعل الناس أكثر جاهزية لمواجهة التهديدات من أي نوع من خلال عرض تجاربها وخبراتها وبناء القدرة على الصمود والتأمين ضد المخاطر. وتشمل عناصر الدليل الجديد عرض وقف لسداد الديون حتى تتمكن البلدان من التركيز على الأولويات، دون القلق بشأن فاتورة الدين وتطبيق أساليب مرنة جديدة للبلدان لإعادة توجيه جزء من أموالها بوتيرة سريعة للاستجابة للطوارئ، وبالتالي توفير الأموال على الفور ومساعدة الحكومات على بناء أنظمة طوارئ متقدمة لتكون جاهزة للاستجابة في اليوم الأول تركيز مظلات تأمينية جديدة لتدعيم مشروعات التنمية، والعمل لاستئناف المسار الصحيح بوتيرة سريعة. ونتيجة لهذه التدابير وتضافر الجهود، يمكن أن تتاح حسب المؤسسة الدولية مليارات الدولارات للتصدي للأزمات في جميع البلدان. وجمعت قمة باريس الدولية المنعقدة مؤخرا تحت شعار "من أجل ميثاق مالي عالمي جديد"، مجموعة كبرى من رؤساء الدول والحكومات، لمحاولة إعادة تشكيل النظام الاقتصادي العالمي، مع وجود حاجة خصوصا إلى تريليونات الدولارات حتى تتمكن غالبية البشرية من مواجهة أزمة المناخ والخروج من الفقر. منح الدول النامية فرصة للانتعاش واشار البنك الدولي في القمة الى انه سيخفف الديون عن البلدان المتضررة من الكوارث الطبيعية في الوقت الذي أعلن فيه صندوق النقد الدولي أنه حقق هدفه المتمثل في إتاحة حقوق سحب خاصة بقيمة 100 مليار دولار للدول المعرضة للخطر. وتم الإعلان عن هذين الإعلانين في قمة باريس بحضور نحو 40 زعيما، من بينهم نحو عشرة من أفريقيا، ورئيس الوزراء الصيني، والرئيس البرازيلي، بهدف إعطاء دفعة لأجندة مالية عالمية جديدة. وقال الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو جوتيريش "من الواضح أن الهيكل المالي الدولي قد فشل في مهمته لتوفير شبكة أمان عالمية للدول النامية"، واصفا النظام باليا وخلل وظيفي وغير عادل. وعبر القادة المشاركون في قمة باريس على استعدادهم لدعم الدفع لبنوك التنمية متعددة الأطراف مثل البنك الدولي لتعريض المزيد من رأس المال للخطر لتعزيز الإقراض وفي تصريحات بالقمة، حدد الرئيس الجديد للبنك الدولي أجاي بانغا "مجموعة أدوات"، بما في ذلك عرض وقفة في سداد الديون، وإعطاء البلدان المرونة لإعادة توجيه الأموال للاستجابة لحالات الطوارئ، وتوفير أنواع جديدة من التأمين لمساعدة مشاريع التنمية ومساعدة الحكومات بناء أنظمة الطوارئ المتقدمة. ورغم اهمية إجراءات البنك الدولي الجديدة التي ترمي الى منح الدول النامية فرصة للانتعاش، لم يكن هناك نقاش في القمة حول قيام المقرضين متعددي الأطراف بتقديم عمليات شطب للديون. وكانت الصين وهي أكبر دائن ثنائي في العالم تضغط من أجل امتصاص المقرضين مثل البنك الدولي أو صندوق النقد الدولي لبعض الخسائر، التي تعارضها المؤسسات والدول الغنية.