أدّت لجنة الفلاحة و الأمن الغذائي و التّجارة و الخدمات ذات الصّلة بمجلس نواب الشّعب يوم الخميس، 5 جويلية 2018، زيارة ميدانية فجئية إلى بعض مصنعي و موزّعي الحليب في تونس العاصمة تولّت خلالها مراقبة عمليات الإنتاج و الخزن و التّرويج في هذا القطاع. و قالت اللّجنة في بيان إنّ هذه الزّيارة تندرج ”في إطار ما تمّت ملاحظته في المدّة الأخيرة من تردّ في وضع منظومة الألبان و ما راج عن وجود ظاهرة الاحتكار و البيع المشروط على مستوى البيع بالجملة و التّفصيل للحليب المصنع”. و شارك في الزّيارة عدد من أعضاء اللّجنة مرفوقين بأعوان المراقبة الاقتصادية التّابعة لوزارة التّجارة. و ذكر البيان أنّ أعضاء الوفد أجروا محادثات مع عدد من المزوّدين و المنتجين الذّين أكّدوا النّقص الكبير الحاصل في هذه المادة في كل المراحل من الإنتاج إلى الترويج و يعود ذلك إلى عدّة عوامل أهمّها تراجع الإنتاج بنسبة 14% بحكم عديد الظّواهر مثل تهريب الأبقار و بيع الأبقار للذّبح. كما تسبّبت لهفة المستهلكين على اقتناء الحليب المعلّب في تسجيل نقص في الأسواق من هذه المادة، و يعود ذلك إلى ما راج من أخبار حول إمكانية الزّيادة في تسعيرة الحليب التّي طالب بها منتجو الحليب و مربو الأبقار و الصناعيون. و قد تسبّبت هذه الوضعيّة في وجود حالات احتكار لهذه المادة من قبل المحلات التّجارية و المجمّعين و تجاوزات تمثّلت خاصة في تعمّد بعض التّجار إلى بيع الحليب بأسعار غير قانونية أو وجود ظاهرة البيع المشروط، وفق ما جاء في البيان. وأشار البيان إلى أنّ اللّجنة قامت خلال هذه الزّيارة بمعاينة الظّروف الصّحية و كيفيّة إنتاج مادة الحليب في كامل مراحلها بإحدى مصانع الحليب، و وقفت على بعض الإشكاليات التي ساهمت في تأزّم منظومة الألبان على غرار انقطاع الماء الصّالح للشّراب في الأيام الأخيرة ببعض المناطق من ولاية بن عروس، إضافة إلى الصعوبات التّي يتعرّض لها الفلاح و التي تسبّبت في انخفاض إنتاج هذه المادة نتيجة انخفاض قيمة الدّينار التّونسي و ارتفاع أسعار الأسمدة و الأعلاف و الأدوية. و اعتبر مسؤولو الإنتاج بأحد المصانع أنّ العمل متواصل على تزويد السّوق من قبل الصّناعيين بنسق أقل من الوتيرة العادية قصد المحافظة على التوزيع لفترة أطول. و تزامنت هذه الزّيارة مع قيام فرق المراقبة الاقتصادية التّابعة لوزارة التّجارة بعديد العمليات الرّقابية التّي أفضت إلى اكتشاف عديد التّجاوزات و تحرير محاضر مخالفات في الغرض.