يحيي الشعب الإيراني المسلم، و كل الأحرار و الثوار في العالم، ذكرى انتصار الثورة الإسلامية المباركة بقيادة العبد الصالح الإمام روح الله الموسوي الخميني، رضوان الله تعالى عليه، و مشاركة السادة العلماء، الطلبة، و العمال، والفلاحين، و الصغار، و الكبار، سائرين على هدي الإسلام المحمدي الأصيل. لقد اتحدت إرادة الشعب مع إرادة نخبه, معلنين الثورة على إمبراطورية المترفين الشاهنشاهية, سائرين على نهج سيد الشهداء الحسين بن علي عليه السلام, ملبين نداء التضحية، و الإيثار لبيك يا حسين. اختار شعب إيران أن يكون الإسلام عنوان ثورتهم وعنوان دولتهم، وعنوان حاضرهم، ومستقبلهم... انتصرت الثورة الإسلامية وقامت الجمهورية برعاية وولاية الفقهاء العدول و مساندة الشعب وتحكيم الدستور. مر تسع وعشرون عاما على نهضة الشعب المسلم في إيران ضد الجبروت والاستبداد, ضد الاستعمار والاستحمار, واجه خلالها قوى الكفر والاستكبار العالمي و صمد أمام أعدائه في الداخل و الخارج, من المنافقين, والمارقين وشذاذ الأعراب ! انتصر في حرب الثماني سنوات على قوى الرجعية العربية المدعومة من قوى الشر الأوروبية والأمريكية, وثبت في وجه الحصار الاقتصادي والإعلامي, حتى أضحت اليوم جمهورية إيران الإسلامية رقما صعبا في المعادلة الدولية, دخلت النادي النووي ووضعت قدمها بكل فخر واقتدار في النادي الفضائي. و رغم الصعوبات والضغوطات والحروب والحصار لم تتخل هذه الدولة الفتية عن نهجها الديمقراطي لتأصيل حكم الشعب و بناء دولة القانون و المؤسسات, وأعطت دورا طلائعيا للشباب والمرأة الذين كانوا روافد الثورة المباركة وأصبحوا اليوم عماد الدولة الإسلامية. استطاع الفقهاء و العلماء الربانيون في إيران الإسلام, إبراز قدرة الإسلام وعلمائه على إقامة دعائم الدولة وإرساء ركائز حكم إسلامي وإدارة شؤون الشعب وفق المنهاج العلمية العصرية, ماضية قدما في إقامة العدل ونشر الرفاه الاجتماعي ضمن الضوابط الشرعية و المصلحة الوطنية, فسقطت كل المقولات الخاطئة و تحرر العقل الإسلامي وعاد إلى ساحة الفعل التاريخي. أعادت الثورة الإسلامية المباركة الحياة والفاعلية إلى جسم الأمة الإسلامية فنهضت لاستعادة حقوقها المشروعة في الاستقلال والحرية و العدالة الاجتماعية فواجهتها قوى الجبت و الطاغوت بالحروب العسكرية في أفغانستان ولبنان والصومال من جهة بالتضليل وبث الفتنة من جهة أخرى بتشجيع و تمويل أمراء الرجعية العربية لضرب هوية الأمة و قمع حركات التحرر الوطني و دعم وكلاء الاستعمار الجديد أدعياء الحرية و الديمقراطية و حقوق الإنسان!على الطريقة الأمريكية. صمدت الثورة الإسلامية أمام كل المؤامرات و أسقطت مشروع الفتنة في المنطقة باعتمادها على ركيزتين في سياستها الخارجية: 1 الوحدة الإسلامية كتكليف شرعي. 2 مركزية القضية الفلسطينية. إن كل التضحيات العظيمة التي قدمها الشعب الإيراني المسلم في سبيل نصرة الإسلام و المسلمين و إعلاء كلمة الله , أثمرت هذه العزة و الاقتدار و صلابة الموقف و ما الانتصارات التي تحققها قوى المواجهة و الممانعة في لبنان و فلسطين و العراق و أفغانستان إلا دليل على النهضة المباركة للشعوب المستضعفة وتقدمها على مستوى الانجاز التاريخي للوقوف أمام قوى الشر العالمي. نهنئ شعبنا المسلم في إيران و قيادته الرشيدة و كل الأحرار بالعيد التاسع و العشرين لانتصار الثورة الإسلامية المباركة. من نصر إلى نصر و من فتح إلى فتح بإذن الله العلي القدير. السيد عماد الدين الحمروني تونس 2 صفر 1429