أعلنت الأمينة العامة للحزب الديمقراطي التقدمي التونسي مايا الجريبي وسلفها نجيب الشابي، مدير جريدة الموقف لسان الحزب الذي يعدّ أبرز الأحزاب المعارضة المعترف بها من قبل الحكومة التونسية، الخميس، أنّهما بدآ إضراب جوع مفتوحا احتجاجا على التهديد بطرد الحزب من مقراته التي يشغلها منذ 13 عاما. وقالت أسوشيتد برس إنّ مالك العمارة التي تضمّ مقر الحزب رفه قضية عاجلة لاستعادة المكاتب تحت ذريعة أنّ عقد الإيجار يؤكّد أنّ تلك المكاتب مخصصة فقط لأنشطة جريدة "الموقف" وليس للحزب. ووفقا للحزب فإنّه من المرجّح أن يصدر قرار بطرده من العمارة من إحدى المحاكم الاثنين. وقالت مايا الجريبي في مؤتمر صحفي إنّ الأمر يتعلق "برغبة واضحة من الحكومة في القضاء على آخر معقل لحرية التعبير والاجتماع، بعد أن الشلل الذي أصاب أنشطة الرابطة التونسية للدفاع عن حقوق الإنسان." وأضافت أنّه، فضلا عن المقر المركزي للحزب، فإنّ مقرات هيئاته الجهوية والمحلية تقع تحت تهديد إجراءات مماثلة. كما تمّ توزيع نصّ يشير إلى أنّ "مقرّات الرابطة التونسية للدفاع عن حقوق الإنسان تمّ إغلاقها الواحدة تلوى الأخرى، وعاد الوصول إلى المقر المركزي غير مسموح إلا لأعضاء الهيئة المديرة." وأضاف أنّ "الدخول إلى بعض مقرات الاتحادات الجهوية للشغل، التي كانت ترعى و تسمح باجتماعات بعض منضمات المجتمع المدني، أصبح ممنوعا بالقوة.. ولذلك أصبح مقر الحزب الديمقراطي التقدمي الفضاء الوحيد المفتوح للجميع، غير أنّ مساحته التي لا تتجاوز 2.8 مترا أصبحت تزعج و تقلق السلطة." ومن جهته، قال مدير جريدة "الموقف" أحمد نجيب الشابي، وهو محام مخضرم يبلغ من العمر 64 عاما وسبق له رئاسة الحزب، إنّه "ورغم حالتي الصحية بسبب خضوعي لعملية على القلب المفتوح وكذلك رغم الحالة البدنية لزميلتي(مايا الجريبي) التي لا تزن سوى 45 كلغ، فإننا سنواصل الإضراب." وسبق للشابي أن شارك في إضراب جوع مفتوح استغرق أكثر من شهر، رفقة ثماني شخصيات أخرى من المجتمع المدني والمعارضة، عشية انعقاد القمة العالمية حول مجتمع المعلومات في تونس قبل نحو عامين للمطالبة بالحريات.