دعا الجيش الى البقاء بعيدا عن السياسة بينما يستعد البرلمان لانتخاب رئيس للجمهورية منبثق من التيار الاسلامي كما نقلت عنه الثلاثاء وكالة انباء الاناضول. وقال اردوغان ليل الاثنين الثلاثاء انه على العسكريين "البقاء في مكانهم (...) يجب على المؤسسات كافة العمل وفقا للصلاحيات التي منحها الدستور لكل منها". وتابع "اذا كنا نؤمن بالديموقراطية علينا الا نقحم القوات المسلحة التركية" في اللعبة السياسية. مضيفا "بالنسبة لنا القوات المسلحة مقدسة (ولكن) في النظام الديموقراطي لها مكان خاص بها وللسياسيين مكان آخر". وباشر البرلمان التركي الاثنين سلسلة من الدورات الانتخابية لاختيار رئيس جديد للبلاد. وفشل مرشح حزب العدالة والتنمية الحاكم وزير الخارجية التركي عبد الله غول في الحصول على الاصوات الكافية لانتخابه رئيسا للبلاد في الدورة الاولى من التصويت في البرلمان الاثنين حيث كان عليه جمع ثلثي اصوات النواب اي 367 صوتا من اصل 550. ومن المنتظر ان تتكرر هذه النتيجة في الدورة الثانية من الانتخابات الجمعة على ان يفوز غول بالمنصب في 28 آب/اغسطس في الدورة الثالثة التي لا يتطلب الفوز فيها الا اكثرية مطلقة من اصوات النواب اي 276 صوتا. ويشغل حزب العدالة والتنمية 340 مقعدا في البرلمان. واثار ترشيح غول للمرة الاولى في الربيع الماضي ازمة سياسية خطيرة حيث رفض العلمانيون السماح بوصول سياسي يتهمونه بالسعي الى فرض الدين في مؤسسات الدولة الى سدة الرئاسة. وتعذر اجراء الانتخابات لعدم توافر النصاب الضروري بعد ان قاطعت المعارضة جلسة الانتخاب. وبلغت الازمة ذروتها مع اصدار الجيش بيانا لوح فيه بالتدخل العسكري في حال عدم التزام الحكومة بالعلمانية. ولم يتردد الجيش قبل عشر سنوات في دفع اول حكومة اسلامية في تاريخ الجمهورية التركية الى الاستقالة وكان غول مشاركا فيها. وادت الازمة السياسية في الربيع الى الدعوة لانتخابات تشريعية مبكرة جرت في 22 تموز/يوليو وحقق فيها حزب العدالة والتنمية بزعامة رئيس الوزراء رجب طيب اردوغان فوزا ساحقا بحصوله على 46,5% من الاصوات. وعزز هذا الفوز شرعية ترشح غول ثانية وهو مذاك ضاعف تصريحاته المؤكدة على حماية النظام العلماني للبلاد في حين التزم جنرالات الجيش الصمت. 21 أغسطس 2007