دعت تونس الدول المغاربية إلي بلورة برنامج عمل مشترك لدعم قدرة القطاع الزراعي لتحقيق الأمن الغذائي والتنمية المستدامة، وللتصدي للتحديات الكثيرة التي تواجهه. وقال محمد الحبيب الحداد وزير الفلاحة والموارد المائية التونسي في كلمة إفتتح بها الأربعاء أعمال الملتقي المغاربي للمنظمات الزراعية، إن هناك ضرورة ملحة لإنشاء قاعدة معلوماتية تبرز خصائص الإنتاج الزراعي المغاربي وإمكانيات تسويقه إقليميا ودوليا. وشدد علي أهمية تعزيز علاقات التعاون والشراكة بين الهياكل والمنظمات الزراعية وهيئات الخدمات الزراعية المغاربية الناشطة في مختلف مجالات الصناعات التحويلية للإنتاج الزراعي وتسويقه. وإعتبر أن القطاع الزراعي في الدول المغاربية الخمس (تونس وليبيا والمغرب والجزائر وموريتانيا) يواجه حالياً تحديات كبري علي مستوي التقلبات المناخية وندرة الموارد الطبيعية، وعلي صعيد المفاوضات الجارية بشأن تحرير تبادل الإنتاج الزراعي. وبحسب وزير الفلاحة التونسي، فإن هذه التحديات تستدعي ضرورة تفعيل دور الإتحاد المغاربي للمزارعين بما يساهم في تعزيز التشاور وتنسيق الجهود وبرامج العمل وفق ما تقتضيه التطورات الإقتصادية الإقليمية والدولية ولا سيما منها المتعلقة بالقطاع الزراعي، وبالتالي تحقيق الأمن الغذائي. ومن جهته إعتبر الحبيب بن يحي الأمين العام لإتحاد المغرب العربي أن كسب رهانات المرحلة القادمة يبقي مرتبطا بمدي الإنخراط الفاعل للمزارعين وهيئاتهم في تحديد وإنجاز السياسات والبرامج المشتركة سواء علي مستوي كل دولة أو علي مستوي الإتحاد المغاربي. وأشار إلي أن الإتحاد المغاربي حدّد العديد من التوجهات كأرضية للتعاون المغاربي في المجال الزراعي، منها إحداث سوق زراعية مغاربية مشتركة علي المدي الطويل، وإنجاز خطة مغاربية لتكثيف إنتاج المواد الزراعية الأساسية وإعتماد إستراتيجية مشتركة لمقاومة التصحر وحماية البيئة والتصرف المستديم في الموارد الطبيعية. يشار إلي أن أعمال الملتقي المغاربي للمنظمات الزراعية التي بدأت امس ستتواصل علي مدي ثلاثة أيام بمشاركة كافة الدول المغاربية، وذلك لبحث سبل تفعيل دور الإتحاد المغاربي للمزارعين وإيجاد السبل الكفيلة بدعم العمل المغاربي المشترك في المجال الزراعي لتحقيق الأمن الغذائي.