قال مسؤولون ان نائب وزيرة الخارجية الامريكية جون نيجروبونتي غادر ليبيا يوم الاربعاء دون أن يلتقي الزعيم الليبي معمر القذافي بعد أن أصبح أرفع مسؤول أمريكي يزور ليبيا منذ أكثر من نصف قرن. وقال نيجروبونتي انه أجرى محادثات "رائعة" مع وزير الخارجية الليبي عبد الرحمن شلقم والمبعوث الليبي الى تشاد والسودان على التريكي خلال زيارة استغرقت أربعا وعشرين ساعة واستهدفت بالاساس مناقشة أزمة منطقة دارفور السودانية. وقال ان واشنطن تريد بناء سفارة جديدة وتعيين سفير لمواصلة جهود تحسين العلاقات الثنائية والتي انطلقت عقب تخلي ليبيا عن خططها لامتلاك أسلحة دمار شامل في عام 2003 وهي خطوة ساعدت على انهاء عزلتها الدولية التي استمرت طويلا. وأحجم مسؤولون عن التكهن بأسباب رحيل نيجروبونتي دون مقابلة القذافي الذي التقى بعدد من المسؤولين الامريكيين الاخرين خلال زياراتهم لليبيا على مدى السنوات الاربع المنصرمة بما في ذلك دبلوماسيون بوزارة الخارجية الامريكية. كان أعضاء بمجلس الشيوخ الامريكي من بينهم المرشحة الديمقراطية للرئاسة هيلاري رودهام كلينتون قد حثوا نيجروبونتي على تحميل القذافي المسؤولية عن "أعمال ارهابية" خلال زيارته. ويريد هؤلاء من طرابلس تسوية ما يصفونه بأنه "قضايا ارهاب باقية" بما في ذلك قضية لم تحل بعد لتعويض أقارب ضحايا أمريكيين سقطوا خلال تفجير طائرة تابعة لشركة بان أمريكان فوق بلدة لوكيربي الاسكتلندية عام 1988. وأبلغ القذافي أنصاره خلال احتفال الاسبوع الماضي بالذكرى الحادية والعشرية للهجمات الامريكية عام 1986 على طرابلس وبنغازي أن ليبيا حلت قضية لوكيربي وأكملت دفع التعويضات. كما أثار نيجروبونتي الذي زار طرابلس في اطار جولة أفريقية قضية الممرضات البلغاريات الخمس والطبيب الفلسطيني السجناء في ليبيا. وتدعم واشنطن مطلب بلغاريا العضو في الاتحاد الاوروبي بالافراج عن الممرضات والطبيب المحكوم عليهم بالاعدام لادانتهم باصابة مئات الاطفال عمدا بفيروس (اتش.اي.في) المسبب لمرض الايدز في مستشفى ببنغازي خلال التسعينيات. وتصر صوفيا على أن الستة أبرياء. وترفض السلطات الليبية ذلك قائلة ان الغرب يستغل قضيتهم لزيادة ضغوطه من أجل الحصول تنازلات أكثر من طرابلس. وأعادت واشنطن العلاقات الرسمية مع طرابلس في مايو أيار عام 2006 وفتحت سفارة للمرة الاولى منذ أكثر من 25 عاما. من صلاح سرار