قالت مصادر أمريكية متطابقة ان نجل الرئيس المصرى جمال مبارك قام بزيارة سرية مؤخرا الى البيت الأبيض الأمريكى حيث التقى عددا من كبار المسؤولين بينهم نائب الرئيس ديك تشينى ووزيرة الخارجية كوندوليزا رايس. وقال فريدريك جونز المتحدث باسم مجلس الأمن القومى الأمريكى إن جمال مبارك زار واشنطن الجمعة الماضى واجتمع لفترة وجيزة بالرئيس جورج بوش الذى حمله تحياته الى والده الرئيس مبارك. وكشفت صحيفة واشنطن بوست الامريكية الثلاثاء أن هذه الزيارة جاءت بعد يوم واحد من قيام الالاف من قوات مكافحة الشغب المصرية بتفريق مظاهرة مطالبة بالديمقراطية فى القاهرة. ووصفت الصحيفة جمال مبارك البالغ من العمر 42 عاما بأنه شخصية سياسية ذات نفوذ ويعتبر على نطاق واسع وريثا محتملا لوالده. وأضافت أن جمال مبارك أبلغ المسئولين الامريكيين بأن مصر متمسكة بنشر الديمقراطية لكنه قال إنها ستكون عملية طويلة الاجل وأنها ستتعرض لكبوات. وقال السفير المصرى لدى واشنطن نبيل فهمى فى مقابلة مع الصحيفة إنه "لا يوجد توتر على الاطلاق.. إنهم -المسئولون الامريكيون- استمعوا لتوضيحه لما حدث." ونقلت الصحيفة عن مسئول بإدارة الرئيس بوش قوله إن المسئولين الامريكيين أعربوا عن "القلق العميق" إزاء الاحداث الاخيرة فى مصر واستغلوا الفرصة لاطلاع جمال مبارك على وجهات نظرهم بشأن ما يتعين القيام به لاجراء إصلاح حقيقى فى مصر. وأضاف المسئول أن تحركات مصر لاعادة هيكلة اقتصادها أثارت إعجاب الادارة الامريكية لكنها أصيبت بخيبة أمل بسبب فشل الحكومة المصرية فى تحقيق مزيد من الانفتاح لنظامها السياسي. وقال فهمى إن جمال مبارك كان فى "زيارة خاصة" وقرر لقاء مسئولين أمريكيين كبار يوم الجمعة الماضي. ونقلت الصحيفة عن مصدر مطلع على المباحثات القول إن جمال مبارك جاء إلى الولاياتالمتحدة لتجديد رخصته الخاصة بالطيران. ولم يعلن أى من الجانبين المصرى أو الامريكى عقد تلك الاجتماعات التى كانت قناة "الجزيرة" الفضائية أول من كشف عنها ثم أكدها متحدث رسمى أمريكي. وذكرت الصحيفة أن جمال مبارك عقد، بجانب لقائه مع تشيني، اجتماعا منفصلا مع مستشار الامن القومى الامريكى ستيفن هادلي،كما حضرت وزيرة الخارجية الامريكية كوندوليزا رايس جزءا من المناقشات مع هادلي. وجاء الاجتماعات بعد يوم واحد من قيام ضباط مكافحة الشغب المصرية المدججين بالعصى بتفريق مظاهرة فى القاهرة ومطاردة المحتجين وضربهم. وخرج المتظاهرون للتعبير عن تأييدهم لقاضيين بالمحكمة العليا المصرية تجرى محاكمتهما بتهمة إطلاق تصريحات بشأن ارتكاب أعمال تزوير خلال الانتخابات البرلمانية التى جرت العام الماضى ويواجهان عقوبات تأديبية على ذلك.