اكد وزير الخارجية التركي عبد الله غول ان السلطات التركية تجري عمليات بحث كثيفة للعثور على الجنرال الايراني علي رضا عسكري الذي اختفت اثاره في تركيا. وقال غول في مؤتمر صحافي مشترك مع نظيره القطري الشيخ حمد بن جاسم بن جبر ال ثاني في انقرة، ردا على سؤال عن اختفاء الجنرال عسكري، "ان اجهزة استخباراتنا واجهزتنا الامنية ووزارة الخارجية، تجري في هذا الشأن عمليات بحث واسعة".واضاف ان عائلة الجنرال عسكري ابلغت السلطات الايرانية باختفائه. ونقلت وكالة انباء الاناضول عن غول قوله "ان السلطات الايرانية ابلغتنا انها لم تتلق اخبارا عنه بعد عشرة ايام من وصوله"، موضحا ان الجنرال الايراني جاء الى تركيا كأي سائح عادي. واوضح غول "اذا لم تصلنا اي معلومات عن شخص ما، فان هذا الشخص يتجول بكامل حريته في تركيا. ومن الواضح اننا لا نتتبع كل اجنبي" في بلادنا. في اول ردة فعل اسرائيلية على اختفاء الدبلوماسي الايراني علي رضا عسكري والبالغ من العمر 63 عامًا في تركيا، قالت اسرائيل ان الدبلوماسي كان عسكريا و شارك في تاسيس حزب الله اللبناني. وذكر مسؤول اسرائيلي سابق في الاستخبارات ان العسكري شغل في فترة الثمانينات وبداية التسعينات مسؤولية قيادة الحرس الثوري الايراني في لبنان مؤكدا ان اهميته في هذه الناحية هي ما تبحث عنه اسرائيل وفق تصريحات نقلها التلفزيون الاسرائيلي. واضاف المسؤول السابق داني ياتوم ان العسكري عاش في لبنان وعمل على بناء حزب الله وترويجه بين صفوف الشيعة اللبنانيين مؤكدا ان الدبلوماسي الايراني لديه معلومات واسعة عن انتشار حزب الله في لبنان. وكانت صحيفة الشرق الاوسط اللندنية قالت ان الدبلوماسي الايراني موجود في الولاياتالمتحدة نقلا عن (مصدر رفيع المستوى) وانه لم يكن الوحيد الذي اختفى بل مع عائلته وان الاحتمالات بان يكون قد فر الى الغرب اكبر من كونه اختطف من قبل السي اي ايه الاميركي او الموساد الاسرائيلي وفق اتهامات طهران التي ظلت صامته لمدة ثلاثة اسابيع قبل ان تعلن اختفاءه. من جانبها قالت صحيفة بريطانية ان عسكريا على علاقة بخطف الطيار الاسرائيلي (رون اراد)، ومن الممكن ان يكون لديه معلومات عنه. وكان ارادا قد تم اسره من قبل حركة امل في جنوب لبنان عام 1986 ثم انتقلت مسؤولية الحفاظ على حياته فيما بعد الى حزب الله عام 1987 وفق ما قاله مصطفى الديراني الرئيس السابق للجناح الامني في امل فيما اوردت تقارير اخرى ان اراد موجود تحت حماية الحرس الثوري الايراني الذين اخذوه الى ايران في عام 1988. وكانت وكالة الانباء الايرانية قد قالت ان عسكريا وصل الى اسطنبول التركية في زيارة خاصة قادمة من العاصمة السورية دمشق. من جانبها قالت صحيفة النيويورك بوست ان دبلوماسيا ايرانيا صرح للشرق الاوسط بمكان وجود العسكري البالغ من العمر 63 عاما. ونقلت صحيفة الفاينانشال تايمز البريطانية قولها ان وزارة الداخلية التركية بدات تحقيقا لمعرفة ملابسات اختفاء الدبلوماسي الايراني بعد طلب ايراني للسلطات التركية لمعرفة هذه الملابسات. وقالت الصحيفة ان وزارة الخارجية التركية اخبرت بموضوع الاختفاء عبر بلاغ وردها من السفارة الايرانية في انقرة وان دبلوماسيا رفيع المستوى وصل في وقت سابق الى العاصمة التركية لنقل القلق الذي تعيشه طهران جراء اختفاء مسؤولها في اسطنبول منذ شهر تقريبا. من جانبه واصل الاعلام التركي تكهاناته بخصوص مصير الدبلوماسي الايراني وروجت الاحتمالية ان يكون قد لجأ الى احدى الدول الغربية حاملا معلومات مهمة حول برنامج ايران النووي حيث قالت صحيفة (ملييت) ان الجنرال يمكن ان يكون في اليونان فيما قالت صحيفة (فاتان) ان الدبلوماسي قد يكون اختطف من قبل الموساد. وسلطت الصحف التركية الاضواء على التصريح الذي ادلى به اسماعيل احمدي والذي قال ان اجهزة مخابرات غربية هي ضالعة في اختطاف الدبلوماسي وان معلوماته ليست حديثة بخصوص البرنامج النووي في رسالة يبدو انه كان يوجهها الى اطراف اخرى تؤكد ان ايران على علم بان الدبلوماسي لن يعود اما بسبب اللجوء او الاختطاف.