اعتبرت الاستخبارات الاميركية ان الولاياتالمتحدة تواجه عدة تهديدات وفي مقدمها تنظيم القاعدة والنزاع في العراق وتصاعد قوة حركة طالبان واحتمال امتلاك ايران السلاح النووي بحلول العام 2015. وقال مدير الاستخبارات الوطنية مايكل ماكونيل الثلاثاء امام مجلس الشيوخ ان حزب الله اللبناني الذي استهدفته الصيف الماضي الحرب التي اطلقتها اسرائيل في لبنان يتخذ حيزا مهما ايضا في التقييم السنوي لوضع التهديدات التي تواجهها الولاياتالمتحدة. واضاف ماكونيل "اثر الاعمال الحربية الصيف الماضي فان ثقة حزب الله بنفسه ومعاداته للولايات المتحدة بصفتها داعمة لاسرائيل يمكن ان تدفعا بهذا التنظيم الى زيادة جهوزيته ضد المصالح الاميركية". لكن في الوقت الراهن فان "القاعدة هي التنظيم الارهابي الذي يشكل اكبر تهديد ضد المصالح الاميركية بما يشمل اراضي" الولاياتالمتحدة. واكد على قدرة المقاومة لدى هذا التنظيم رغم الضربات التي وجهت اليه قائلا "لقد اعتقلنا او قتلنا العديد من العناصر الرفيعي المستوى في القاعدة لكن العناصر الاساسية لا تزال موجودة". وبخصوص العراق اكد ماكونيل ان "التوجهات الحالية السياسية والامنية في العراق تتطور في الاتجاه الخاطىء". وقال "اذا لم تات الجهود الهادفة الى تغيير هذا الوضع بنتائج فعلية بحلول 12 الى 18 شهرا (...) فسنعتبر ان الوضع الامني سيواصل تدهوره بوتيرة تشبه الوتيرة نفسها في النصف الثاني من العام 2006". واثر مداخلة ماكونيل اعلن الجنرال مايكل مايبلس رئيس وكالة الاستخبارات العسكرية ان العنف في العراق وصل الى اعلى المستويات بمعدل يومي يصل الى 180 اعتداء في كانون الثاني/يناير وهو "ما يوازي المستوى الذي بلغه في تشرين الاول/اكتوبر 2006" مع زيادة الهجمات التي تستهدف المدنيين (50 في اليوم في كانون الثاني/يناير مقابل حوالى 40 يوميا في تشرين الاول/اكتوبر". وشدد الجنرال مايبلس من جهة اخرى على ضرورة مواصلة الالتزام الاميركي في العراق لافتا الى ان "استمرار وجود قوات التحالف يشكل الحاجز الرئيسي امام انهيار السلطة المركزية". وتاتي هذه التصريحات فيما بلغ مستوى معارضة الحرب في العراق اعلى مستوياته في الولاياتالمتحدة حيث اظهر استطلاع جديد للرأي ان ثلثي الاميركيين (67%) غير موافقين على ادارة الحرب في العراق. ومن جهة اخرى وللمرة الاولى ابدت غالبية من الاميركيين (53%) تاييدها لوضع جدول زمني لانسحاب القوات وهو خيار تستبعده بشدة ادارة بوش. من جهة اخرى فان ايران وضعت في مقدمة الدول التي يمكن ان تشكل تهديدا للولايات المتحدة وخصوصا بسبب مساعيها للحصول على السلاح النووي كما افادت الاستخبارات الاميركية. واوضح ماكونيل "حتى لو كانت معلوماتنا غير كاملة فنحن نعتبر ان ايران يمكنها ان تنتج سلاحا نوويا بحلول العقد المقبل" مشيرا الى ان نظام طهران يبدو غير مهتم كثيرا بالمساعي لايجاد "حل دبلوماسي مقبول". واضاف "انه وضع خطير جدا لان ايران اذا امتلكت السلاح النووي يمكن ان تثير ردود فعل مسببة لزعزعة الاستقرار من جانب دول اخرى في هذه المنطقة الهشة". لكن القلق الذي تثيره ايران يتجاوز الملف النووي فالاسعار المرتفعة للنفط وتصاعد قوة حزب الله وفوز حماس في الانتخابات الفلسطينية السنة الماضية زادت من نفوذ ايران في المنطقة في حين ان قوتها العسكرية "تهدد دول الخليج وتتعارض مع المصالح الاميركية".