قطع الرئيس السوداني عمر البشير الطريق أمام أي احتمال بإمكان قبوله قرار مجلس الأمن 1706 القاضي بنشر قوات دولية في إقليم دارفور حتى وإن عُدّل. وأعلن تشكيل لجان سياسية وعسكرية واقتصادية لمناهضته. واتهم علناً للمرة الأولى اريتريا وتشاد بدعم متمردي «جبهة الخلاص الوطني» التي تقاتل حكومته في دارفور، وقرر تقييد حركة الديبلوماسيين الأميركيين في البلاد. وقال البشير في مؤتمره الصحافي الأول منذ عودته من نيويورك بعد مشاركته فى اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة، انه اتخذ خيار مقاومة قرار مجلس الأمن الرقم 1706 بعد ادراك «الأهداف الحقيقية» للقرار الذي يستهدف «فرض الوصاية» على البلاد و «اعادة استعمارها». وأبدى استغرابه للذين ينادون بالقوات الدولية من شركائه في السلطة، مؤكداً ان قرار رفضها صدر بالإجماع من قبل الوزراء والبرلمان، وان أي وزير ملزم بهذا القرار. ووصف قرار مجلس السلم والأمن التابع الى الاتحاد الأفريقي بتمديد مهمات قواته في دارفور الى نهاية العام بأنه انتصار للسودان لم يعجب رئيس الوزراء البريطاني توني بلير ووزيرة الخارجية الأميركية كوندوليزا رايس. وقال ان حكومته مستعدة لنشر 20 ألف جندي في دارفور وتمويلها لتقوم بمهمات إعادة الأمن والاستقرار وحماية المدنيين في المرحلة المقبلة. ووصف الأوضاع في الإقليم حالياً بأنها في أحسن مراحلها منذ اندلاع الحرب قبل اكثر من ثلاث سنوات، موضحاً ان 80 في المئة من أراضي دارفور آمنة. واتهم إريتريا صراحة بتقديم دعم عسكري الى الفصائل المتمردة في «جبهة الخلاص الوطني» التي لم توقع اتفاق أبوجا للسلام في دارفور. وقال «إن الكل يعلم أن الأسلحة تنقل من اريتريا عبر تشاد للمتمردين»، مبدياً استغرابه من عدم تحرك المجتمع الدولي للضغط على أسمرا لوقف هذا الدعم. وأوضح ان «جبهة الخلاص» استطاعت ان تسيطر على مواقع كثيرة من المناطق التي كانت تحت سيطرة «حركة تحرير السودان» بزعامة كبير مساعديه مني اركو مناوي ولم تجد أي ادانة من الأسرة الدولية. وزاد: «نحن لم نوقع اتفاق وقف اطلاق نار مع جبهة الخلاص الوطني، بل وقعنا مع حركة تحرير السودان جناح مناوي». وقال ان الحكومة قاتلت «جبهة الخلاص» باعتبارها فصيلاً هدفه ليس السلام في دارفور، مشيراً الى انها تلقت دعماً عسكرياً من اريتريا عبر تشاد بعلم الاتحاد الأفريقي والأوربي والأمم المتحدة، وقال ان من يعيق الاتفاق «سنتعامل معه بالأسلوب ذاته». وأضاف: «أي زول يحمل سلاحاً سنقاتله ومن يريد تقويض سلام دارفور سنقاتله كذلك». وطالب اريتريا بإبعاد عناصر «جبهة الخلاص» من أراضيها. وتابع: «نرفض أي دور لاريتريا في قضية دارفور»، مؤكداً حرص الخرطوم على إقامة علاقات جيدة مع اسمرا تقوم على حسن الجوار وتبادل المنافع. من ناحية أخرى، قال البشير إن حكومته ستفرض قيوداً على تنقل الديبلوماسيين والمسؤولين الأميركيين يجعل وجودهم مقتصرا على الخرطوم فقط، وعلى مسافة 25 كيلومتراً من مقر القصر الرئاسي في وسط العاصمة رداً على قيود مماثلة فرضت على المسؤولين السودانيين في الولاياتالمتحدة. وكشف تقييد حركته في نيويورك بقانون مماثل خلال زيارته الأخيرة لحضور اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة. وشدد على تمسكه بهذا القرار حتى لو عادت اميركا عن قرارها في هذا الشأن، مشيراً الى أن البلدين كانا اتفقا في وقت سابق على رفع الحظر عن تحركات المسؤولين داخل البلدين «إلا ان واشنطن نقضت الاتفاق».