وصلت وزيرة الخارجية الاميركية كوندوليزا رايس الى المغرب آتية من الجزائر وذلك في المحطة الاخيرة لجولة تقوم بها في بعض بلدان شمالي القارة الافريقية. وكان في استقبال رايس في المطار نظيرها المغربي الطيب الفاسي الفهري وتوجهت من بعدها مباشرة الى لقاء رئيس الحكومة المغربية عباس الفاسي. وقال ناطق حكومي مغربي لوكالة الانباء الفرنسية ان "رايس ستناقش خلال زيارتها اهم القضايا على الساحتين الاقليمية والدولية". وافادت الانباء ان جدول اعمال رايس يتضمن مناقشة الحرب على الارهاب، والصحراء الغربية كما من المتوقع ان تشمل المناقشات سبل تفعيل اتحاد دول المغرب العربي. وكانت رايس قد زارت بعد ظهر السبت الجزائر في زيارة لبضع ساعات قادمة من تونس. والتقت رايس الرئيس الجزائري عبد العزيز بوتفليقة لمدة ساعتين وقالت بعد الاجتماع ان "المحادثات تمحورت حول مصلحة البلدين بمكافحة الارهاب وضرورة التنسيق في هذا المجال"، مضيفة انها "اعربت عن اسفها للرئيس الجزائري حيال سقوط ضحايا خلال الهجمات التي وقعت مؤخرا في الجزائر". وكانت رايس قد أجرت في وقت سابق من يوم السبت محادثات مع الرئيس التونسي زين العابدين بن علي أثناء زيارتها القصيرة لتونس، التي كانت المحطة الثانية في جولة مغاربية بدأتها الجمعة في ليبيا. وقالت رايس للصحفيين "لقد بحثنا في شؤون داخلية هنا في تونس وفي وتيرة الاصلاحات", مؤكدة انها اجرت "مباحثات جيدة ومكثفة". واضافت الوزيرة الامريكية "اننا اصدقاء ويمكننا بهذه الصفة ان نجري مباحثات جيدة ومكثفة حول مسائل تتعلق بالسياسة الداخلية والخارجية." وقالت رايس التي أدلت بهذه التصريحات بعد محادثات مع بن علي إن تونس حققت تقدما في المضي قدما نحو الديمقراطية لكن يمكن القيام بالمزيد وخاصة في الفترة السابقة على انتخابات الرئاسة. ويزمع الرئيس بن علي البالغ من العمر 71 عاما، والذي يتولى السلطة منذ عقدين من الزمان الترشيح لإعادة انتخابه في العام القادم. وخاض بن على الانتخابات بنجاح أربع مرات سابقة ولم ينافسه أحد في الانتخابات مرتين. وحصل على 94.4 في المئة من الاصوات في الانتخابات الاخيرة التي جرت في عام 2004. وأضافت رايس: "كنا واضحين تماما في اننا نأمل في ان تقوم تونس بالمزيد من الخطوات، وخاصة في الفترة السابقة على انتخابات عام 2009 وان تصبح وسائل الاعلام متاحة وضمان حرية الانترنت وان يصبح التلفزيون متاحا للمعارضة." وقالت رايس "ومثلما يوم الانتخابات مهم فان الفترة السابقة على الانتخابات مهمة أيضا لحرية ونزاهة الانتخابات" مضيفة انها أثارت قضية الإصلاحات مع بن علي. ورحبت رايس ايضا بالتقدم الاجتماعي في تونس. وقالت "اني احرص على الاشارة الى اني تحدثت عن الدور الاستثنائي الذي لعبته النساء في تونس. لقد حققت النساء تقدما كبيرا هنا". واشارت الوزيرة الامريكية ايضا الى انها اطلعت بن علي على مضمون المحادثات التي اجرتها مساء امس الجمعة مع الزعيم الليبي معمر القذافي اثناء زيارة تاريخية لها الى ليبيا. وقالت "لقد بحثنا بالطبع الظروف السائدة في المنطقة فيما يتعلق بالامن ومكافحة الارهاب". وتم التطرق ايضا مع بن علي الى الوضع في موريتانيا بعد الانقلاب العسكري الذي وقع في اب/اغسطس في هذا البلد. وتأتي جولة رايس التي ستختتمها بزيارة المغرب، في الوقت الذي اطلق فيه موقع اسلامي على الانترنت نداء لاغتيالها اثناء جولتها المغاربية. وقال البيان الذي نشره الموقع يوم الاربعاء ان هذه الجولة تشكل "فرصة فريدة لقتلها قبل ان تغادر منصبها". وذكر موقع "سايت انتيليجنس غروب" ان هذه الدعوة وجهها اسلامي غير معروف على موقع الاخلاص الاكثر استخداما من جانب الجماعات الاسلامية الاصولية وبينها تنظيم القاعدة.