أبدى المراقب العام لجماعة الإخوان المسلمين في سوريا استعداد جماعته لإجراء محادثات سلام مع إسرائيل إذا تولت السلطة. وفي موقف نادرًا ما يتخذه زعيم إسلامي قال البيانوني في تصريحات لوكالة "رويترز" الأحد 25-6-2006: "إن الجماعة على استعداد لإجراء محادثات سلام مع إسرائيل إذا تولت السلطة في دمشق"، ومضى قائلاً: "إذا قادت المحادثات إلى الانسحاب من الأراضي المحتلة ومنحت الفلسطينيين حقوقهم فأين الخطأ؟ ليست هناك مشكلة". ولا تعترف سوريا رسميًّا بإسرائيل التي تحتل مرتفعات الجولان منذ حرب 1976، وجرت محادثات سلام متقطعة وغير مثمرة بين الجانبين في الفترة من عام 1991 إلى عام 2000. على جانب آخر أرجع البيانوني تكثيف الحكومة السورية حملتها ضد المعارضة إلى خشيتها من تراخي قبضتها على السلطة في البلاد. واعتقلت دمشق الشهر الماضي 12 معارضًا بينهم محامون بارزون في مجال حقوق الإنسان ومفكرون في حملة ضد انتقادات لسياسة الحكومة. وقال البيانوني المقيم في لندن: "النظام خائف، خائف من الأوضاع الداخلية، مما أدى لقمع متزايد". وتابع "يعيش النظام السوري في حالة خوف ورعب.. ولا يعلم ما سيسفر عنه تقرير (الأممالمتحدة في حادث اغتيال رئيس وزراء لبنان الأسبق رفيق) الحريري"، مضيفًا أن المسئولين يعتقدون أن صدور إدانة دولية بسبب اغتيال رئيس الوزراء اللبناني السابق سيقود لتنامي المعارضة الداخلية. وكان الفريق التابع للأمم المتحدة الذي يحقق في اغتيال الحريري الذي وقع في بيروت في فبراير من العام الماضي قال إن هناك أدلة تربط مسئولين سوريين ولبنانيين بارزين بالاغتيال. وقال البيانوني: "أعتقد أن النظام السوري متورط كليًّا في هذه الجريمة". ونفت سوريا مرارًا أي صلة لها بمقتل الحريري، كما رضخت دمشق لضغوط دولية وشعبية في لبنان، وأنهت 3 عقود من الوجود العسكري في لبنان بعد شهرين من مقتل الحريري. الغرب يدعم النظام وأعرب البيانوني عن اعتقاده "بأن جزءًا كبيرًا من سبب تلقي النظام السوري الدعم (من الغرب) ناجم عن الخوف من الوصول لنتيجة مشابهة لما حدث في العراق". وقال البيانوني الذي شكّل تحالفًا مع نائب الرئيس السابق عبد الحليم خدام وغيره من زعماء المعارضة في المنفى تحت اسم "جبهة الخلاص الوطني" في مارس الماضي، أن الغرب خفف الضغط على الرئيس بشار الأسد خوفًا من أن تؤدي الإطاحة به إلى تفشي حالة من العنف والفوضى على غرار ما يحدث في العراق. وتهدف جبهة الخلاص إلى تشكيل حكومة انتقالية مدتها 6 أشهر تكون جاهزة لتولي إدارة البلاد في "اللحظة المناسبة"، كبديل عن نظام الرئيس بشار الذي "أضعف سوريا في مواجهة التحديات" على حد وصفهم. وتعهدت الجبهة بأنها ستلغي حالة الطوارئ وتجري انتخابات وتطلق سراح السجناء السياسيين إذا تولت السلطة، كما وعد البيانوني حينها بتنحي جماعة الإخوان المسلمين إذا لم تفز في الانتخابات أو أطيح بها في انتخابات لاحقة. وتعليقًا على الضغوط على الإسلاميين في أعقاب نجاحهم في الانتخابات في مصر والأراضي الفلسطينية قال البيانوني: إن فرض قيود على الجماعات الإسلامية المعتدلة قد يغذي الإرهاب. وأضاف "تجاهل وكبح هذا الاتجاه لن يلغيه، بل سيؤدي إلى ظهور حركات متطرفة داخل هذه الجماعات. وجود قوى إسلامية معتدلة في الشارع العربي واقع وهو الضمان الوحيد ضد الإرهاب والتطرف". الجدير بالذكر أن الإعدام هو عقوبة الانضمام لجماعة الإخوان المسلمين في سوريا التي يقودها حزب البعث منذ عام 1963.