المراسل- حذر الناطق الرسمي باسم حركة الوطنيين الديمقراطيين شكري البعيد من "ثورة ثانية" قد تعيشها تونس "يقودها الشباب الذي لم تنجح الحكومة في الاستجابة لتطلعاته والقوى التقدمية والديمقراطية" التي شرعت في بناء جبهة سياسية موحدة ضد "اليمين الرجعي المتستر بالدين الذي عمق ارتهان البلاد للأجنبي وللدول النفطية". واتهم بلعيد العدو، الشرس للإسلام السياسي، حكومة الائتلاف الثلاثي الذي تقوده حركة النهضة الإسلامية بأنها "تسعى بدعم من قوى الردة في الداخل وقوة هيمنته في الخارج إلى فرض أجندة يمين رجعي متستر بالدين زورا وبهتانا". وتواجه حكومة النهضة اتهامات من قبل القوى التقدمية والديمقراطية بأنها "تنسج علاقة خاصة مع دولة قطر التي تدعمها سياسيا وماليا" مشددين على أن "قوة النهضة والسلفيين تتأتى من دعم مالي كبير تضخه دولة قطر حاضنة حركات الإسلام السياسي في إطار مشروع أميركي يهدف إلى وضع يده على الربيع العربي لإدارته وفق مصالحه". وقال بلعيد "إن تونس تعيش استقطابا سياسيا حقيقا بين مشروعين متناقضين، مشروع يتمسك بالثورة وأهدافها وسيادة القرار الوطني واستقلاله وبالانحياز إلى طبقات الشعب المضطهدة ويتركز على منوال تنمية يعتمد على الذات ويخدم كل التونسيين ويقطع مع التهميش والاستبداد، في مقابل هناك مشروع بصدد إعادة إنتاج منظومة الاستبداد تحت مسميات جديدة وهو مشروع سلفي رجعي". ويجمع السياسيون التونسيون على أن المشروع السلفي يحظى بدعم قوي من طرف دولة قطر التي تتدخل بشكل سافر في الشأن الداخلي للبلاد حتى أن كمال الجندوبي رئيس الهيئة المستقلة الانتخابات حذر من "المس بسيادة القرار الوطني" في ظل أجندة قطرية تهدف إلى "تقوية السلفيين" على القوى التقدمية. وأكد بلعيد أن "المشهد السياسي التونسي مازال لم يستقر بعد"، ومازال متحولا حيث "ارتهن كل حزب المؤتمر من أجل الجمهورية وحزب التكتل الديمقراطي من أجل العمل والحريات، إلى حركة النهضة"، ملاحظا أن "تونس تعيش اليوم عملية مخاض وإعادة تشكل للمشهد السياسي خاصة وما نشهده اليوم من عودة الاحتجاجات ومظاهر الانتفاض ومواجهة سياسة الائتلاف الحاكم يؤشر على أن موجة ثانية من المسار الثوري يمكن أن تعيشها البلاد" داعيا القوى التقدمية "الاستعداد لكل الاحتمالات". واعتبر أن المؤتمر التاسع لحركة النهضة الذي أعاد انتخاب راشد الغنوشي رئيسا للحركة "كان تعبيرا عن مأزق الحركة وليس حلا لمشاكلها، إذ ظلت القيادة هي نفسها منحصرة في شخص الزعيم المنقذ الملهم حافظ التوازنات والذي بدونه تذهب هباء منثورا". شكري بلعيد العدو الشرس للإسلام السياسي ولم يتردد بلعيد في التأكيد على أن الحكومة لا تتسامح فقط مع السلفيين الذين باتوا يهددون مكاسب الحداثة التونسية بل هي "تتعاطف معهم وتساعدهم وتوجههم وتدعمهم وتمهد لهم الطريق للانتشار في المجتمع". ولاحظ أن الترخيص لكل من حزب جبهة الإصلاح وحزب التحرير على الترخيص القانوني دليل قاطع أن هناك "تحالفا إستراتيجيا إخوانيا بين الحركات السلفية وحركة النهضة" التي تستخدمهم كذخيرة انتخابية. وأثار منح الحكومة مؤخرا الترخيص القانوني لحزب التحرير السلفي "تخوفا" في أوساط القوى التقدمية والديمقراطية التي رأت فيه "تهديدا مباشرا لمدنية الدولة وديمقراطية المجتمع خاصة وأن رئيس حزب التحرير رضا بلحاج أكد في أكثر من مرة أن حزبه يهدف إلى بناء دولة الخلافة".