زيارة عمرو موسى ( الأمين العام الفاشل للجامعة العربية الفاشلة ) المتأخرة إلى قطاع غزة أثارت في نفسي العديد من التساؤلات على رأسها لماذا حركت مأساة غزة ضمير الإنسانية قاطبة فهبت جماعات وفرادى لزيارتها ومحاولة فك الحصار عنها في حين تقاعس وتخلف وتآمر إخوانهم من الحكام والمسؤولين العرب ولم يكن منهم رجل رشيد ؟ سؤال محير لمن كان له قلب أو ألقى السمع وهو شهيد.. فمنذ انتهاء الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة يوم 18 يناير/كانون الثاني 2009 زار القطاع مسؤولون دوليون وغربيون كثيرون ، بينهم الرئيس الأمريكي الأسبق كارتر والأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون ، وبعده المسؤول السابق عن السياسة الخارجية في الإتحاد الأوروبي خافيير سولانا الذي زار القطاع أواخر فبراير/شباط الماضي وخلفته كاثرين أشتون التي زارت بدورها غزة في 18 مارس/آذار الحالي. وحط الرحال لساعات معدودة أيضا وسط أهل غزة المحاصرين في فبراير/شباط 2009 وفد من الكونغرس الأميركي برئاسة السيناتور جون كيري، ووفد آخر يضم 41 برلمانيا أوروبيا من 15 دولة ، ومثلهم فعل القنصل العام الفرنسي في القدس فريديريك ديزنيو، حيث دخل غزة في بداية سبتمبر/أيلول 2009 بعد أيام قليلة من توليه مهامه. كما زار غزة وزير الخارجية النرويجي يوناس غار شتور، الذي رافق سولانا ، إضافة إلى المفوض الأوروبي للشؤون الإنسانية لويس ميشال، ووزير الخارجية الأيرلندي مايكل مارتن ، الذي زار القطاع بداية مارس/آذار الجاري ودعا وزراء خارجية الاتحاد الأوروبي كي يحذوا حذوه ويطلعوا على الأوضاع المأساوية هناك. إضافة إلى العديد من قوافل الإغاثة وسفن كسر الحصار في حين لم يزرها أي مسؤول عربي كبير. إلا أنه في الآونة الأخيرة وفجأة وبقدرة قادر يصحو المسؤولون العرب من سباتهم العميق ويستجيبون لوخز الضمير ونداءات الشعوب ، فيفتح حسني مبارك حليف الصهاينة الإستراتيجي وحارس حدودهم الوفي معبر رفح لأجل غير مسمى ، ويقرر البرلمان العربي فك الحصار عن غزة ويزورها وفد منه ، يلي ذلك زيارة تاريخية لعمرو موسى الأمين العام للجامعة العربية ، ويطالب العديد من حكامنا الأشاوس برفع المظلمة عن أهلنا بما فيهم محمود عباس الذي كان يحرض أولمرت أثناء الحرب على القضاء على حماس ولو تتطلب الأمر إبادة كل سكان القطاع. ترى ما الذي حدث وقلب الأمور رأسا على عقب ، وماالذي غير مواقفهم مائة وثمانين درجة ؟ وأين كانوا طوال سنوات الحصار الماضية وأين كانت إنسانيتهم وشهامتهم وعروبتهم وإسلامهم ونخوتهم ؟ وما الذي كان يمنعهم من زيارة غزة ؟ أهو الفيتو الأمريكي ، أم الخوف من إغضاب أحبابنا ناتنياهو وبيريز وباراك وليبرمان. لنتصور معا أعزائي القراء المستحيل عقلا ، لو أن كل حكام العرب كانوا على أتقى قلب رجل واحد وقرروا في يوم من الأيام شد الرحال إلى غزة هل هناك قوة في الدنيا تستطيع التصدي لهم ، قس على ذلك الوزراء وكل البطانة والسفراء والعلماء والرياضيون ..... لقد أجمع كل المتابعين على أن الجهة الوحيدة القادرة على فك الحصار هي الدول العربية وخاصة المجاورة لغزة فأين الخلل إذن ؟ الخلل يكمن في تورط النظام المصري الفاضح في الحصاروخوفه على مصالحه بسبب اعتباره لحركة حماس فصيلا من الإخوان المسلمين ( تبعه في ذلك العديد من الأنظمة العربية المعادية لهوية شعوبها ) . هذا التورط المصري العربي هو الذي أطال في عمر محنة ومأساة أهلنا ومكن للصهاينة في أرض فلسطين. أقولها وبكل صراحة أنا لاأطمأن أبدا لتحركات النظام العربي الرسمي ولا أستبشر بها خيرا وأعتبرها على الدوام ملغومة فهي تتم بضوء أخضر صهيوأمريكي وتصب جميعها في مصلحة تخفيف العزلة عن إسرائيل بعد جريمة القرصنة البحرية وامتصاص الغليان الشعبي المتصاعد والتآمر على شعب غزة.