أكد مصدر من الثوار الليبيين طلب من "الصباح" عدم كشف هويته، على وجود سيناريو كانت زوجة الرئيس المخلوع تعده للإطاحة بالثورة التونسية انطلاقا من الأراضي الليبية. كما أوضح نفس المصدر الخطط التي ينتهجها الثوار في معركتهم على الجبهتين الشرقية والغربية ضد قوات العقيد معمر القذافي. وضمن استعراضه للوقائع الميدانية في الغرب الليبي، قال المصدر، بانه تمت الدعوة لمسيرة حاشدة انتظمت يوم الجمعة في مختلف مدن الجبل الغربي بعد ان تمت الدعوة إليها منذ بداية الاسبوع بعد ان سقط عدد من الجرحى تم نقلهم إلى مستشفى صبراتة الجامعي، كما استشهد احد الثوار في منطقة رأس يوسف حيث تتمركز كتائب القذافي التي حاصرتها مساء الخميس ونشرت القناصة فوق عماراتها وفي شوارعها وقد تم تسجيل عدد من الإعتقالات ومطاردة بعض الآخرين. كما أشار المصدر ذاته إلى تواصل القصف على مدينة الزاوية والهجوم على الزنتان إضافة إلى حصار طرابلس حيث يقوم الثوار بعمليات مناورة رغم قلة الاسلحة المتوفرة لديهم وافتقادهم للمرافق الحيوية وهو ما يدفعهم لمحاولة الدخول إلى الاراضي التونسية قصد التزود بالحاجيات الضرورية وبالتالي ملاحقتهم من طرف كتائب القذافي، وقد احبطت بعض العمليات عند محاولة الكتائب التقدم عبر الطائرات المروحية والتي تم قصفها من قبل قوات الناتو. خطوط تموقع الثوار والكتائب وقال المصدر أن تموقع الثوار في منطقة جبل نفوسة يعتبر استراتيجيا إذا ما أرادوا إقناع بقية المدن بالإنضمام للثورة، فمدن الجميل والعجيلات وصبراتة وصرمان هي مدن مركزية وحسب واقع الاحداث تعتبر المدن المفاتيح التي يراهن عليها الثوار من اجل تغيير موازين القوى، وفي تحرّك هذه المدن وتمكينهم من السلاح سيتمكنون من قطع الإمدادات على الزاوية وبالتالي على الكتائب. معركة المواقع الإستراتيجية وأوضح المصدر بان التسابق والتلاحق بين كل من الثوار والكتائب على أشده من أجل السيطرة على نقاط تعتبر استراتيجية، فالثوار يسيطرون على المنطقة الممتدة من يفرن إلى نالوت، في وقت ينطلق فيه الكتائب في عملية التزويد بالعتاد من منطقة مزدة وغريان ودرج لدعم قواتها في قصف نالوت والزنتان الواقعة بين يفرن ونالوت حيث يتمركز الثوار وقربها من وازن والذهيبة (الحدود التونسية). مدينة سرت - الواقعة بين مصراتة وجدابيا المدينتين الواقعتين تحت سيطرة كل من الثوار- هي تحت هيمنة الكتائب مسقط رأس القذافي مثلما هو الحال لزليتن والخمس وقبائل قصر خيار والقاربولي العزّل من السلاح. ويستنتج محدثنا بالتلي أن سقوط سرت مثلما يأمله الثوار سيفتح أبواب تقدّمهم للمدن الأخرى وسيجعل بقية القبائل تنضم إليهم، مضيفا بأن جل هذه القبائل تعيش تحت وطأة المغالطات الإعلامية التي يشنها القذافي مما يجعل أوراق المعركة تختلط في كل مرة ويجعل من الحرب النفسية أكثر عامل ضغط على تطور مسار الأحداث. سيناريو زوجة المخلوع وكشف لنا مصدرنا بأن الكتائب الذين وقعوا في أسر الثوار في مدينة بنغازي أكدوا بأن قوات القذافي تقوم بتجنيد المزيد من الجنود الصغار السن وغيرالمدربين مع تسجيل حالة من الإرهاق على المستوى اللوجستي وبانه قد وقعت مغالطتهم والإيقاع بهم. كما أكد عديد الأسرى وقوع محاولات للتسرب إلى الأراضي التونسية أيام الثورة من قبل بعض العناصر الليبية المرتدية لزي أعوان الحرس الوطني من باب المغالطة وأن زوجة المخلوع هي من تسعى لتوظيفهم بهدف إخماد الثورة لولا إحباط مخططاتهم. الثوار لعبوا دورا كبيرا في تحديد مواقع المندسين الذين سبق وأن تم تسريبهم عبر القوارب التي كانت تحاول اللجوء إلى جزيرة لمبادوزا الإيطالية ومن ثم ترحيلهم إلى الأراضي الليبية في نية مبيتة للإطاحة بالنظام وبث البلبلة والفوضى في البلاد.