اعلن المندوب الليبي الدائم لدى الجماعة العربية عبد المنعم الهوني الاحد في تصريح صحافي انه قدم استقالته من منصبه احتجاجا "على عمليات القمع والعنف ضد المتظاهرين" في ليبيا، مؤكدا "انضمامه الى الثورة". قتل ما لا يقل عن 173 شخصا في ليبيا منذ بدء حركة الاحتجاج الثلاثاء كما افادت منظمة هيومن رايتس ووتش المدافعة عن حقوق الانسان، في حين توسعت حركة الاحتجاج ودقت الاحد ابواب طرابلس. وسقطت غالبية القتلى في بنغازي ثاني مدن ليبيا الواقعة على بعد الف كلم شرق طرابلس. واعلنت وزارة الخارجية الاميركية الاحد ان لديها معلومات ذات مصداقية تؤكد سقوط "مئات القتلى والجرحى" في ليبيا في التظاهرات التي تشهدها البلاد منذ ايام، داعية السلطات الليبية الى السماح بالتظاهرات السلمية. وافاد شهود اتصلت بهم ان مواجهات دامية وقعت السبت في مصراتة الواقعة على بعد 200 كلم شرق العاصمة. وقال فتحي تربيل احد منظمي التظاهرات في بنغازي لقناة الجزيرة ان "مجازر" وقعت في هذه المدينة التي تشهد "حربا مفتوحة بين المتظاهرين وقوات الامن". وطاول التوتر العاصمة طرابلس الاحد، اذ تجمع عشرات المحامين امام مقر احدى المحاكم احتجاجا على قمع التظاهرات حسب ما افاد شهود ومواقع للمعارضة، ما دفع قوات الامن الى محاصرتهم في حين طلب من الصحافيين الابتعاد عن المكان. واقبل سكان طرابلس بكثافة على التمون خوفا من تدهور الاوضاع في العاصمة ووصول التظاهرات اليها. وافاد شهود ان عناصر من حركة اللجان الثورية، معقل الحرس القديم في النظام، باللباس المدني كانوا يتجولون في شوارع العاصمة على متن سيارات مدنية بعضها من دون لوحات تسجيل. واضاف الشهود ان مدينة الزاوية الواقعة على بعد 60 كلم غرب طرابلس شهدت مواجهات بين متظاهرين وقوات الامن. وحث رئيس الوزراء البريطاني وليام هيج ليبيا في اتصال هاتفي مع سيف الاسلام ابن الزعيم الليبي معمر القذافي على بدء حوار مع المحتجين المناهضين للحكومة وتنفيذ اصلاحات. وأبلغ هيج سيف الاسلام ان قمع ليبيا للمتظاهرين غير مقبول وسيثير إدانة عالمية. وقالت وزارة الخارجية في بيان "اوضح وزير الخارجية قلق المملكة المتحدة العميق بخصوص تصاعد العنف". وتابعت "عبر عن الانزعاج بشأن أنباء تعرض أعداد كبيرة من الناس للقتل او الهجوم على ايدي قوات الامن الليبية. يحث وزير الخارجية بقوة الحكومة الليبية على بدء حوار وتنفيذ اصلاحات". وقال مدير مكتب هيومن رايتس ووتش في لندن توم بورتيوس في اتصال هاتفي "ان هناك ما لا يقل عن 173 قتيلا سقطوا منذ الثلاثاء" مضيفا ان هذا الرقم "يستند الى معلومات طبية في اربع مدن في شرق ليبيا بينها بنغازي". واضاف "لكن الصورة غير كاملة عن الوضع لان الاتصالات مع ليبيا صعبة جدا، ولدينا مخاوف كبيرة (...) من كارثة في مجال حقوق الانسان". واكد بورتيوس "ان الحكومة قطعت كل اتصالات الانترنت في البلاد وتشوش على الاتصالات الهاتفية الثابتة والجوالة، ما يجعل جمع المعلومات امرا صعبا جدا". ويشير تعداد لوكالة فرانس برس استنادا الى مصادر ليبية مختلفة الى ان حصيلة خمسة ايام من حركة الاحتجاج على نظام العقيد معمر القذافي الحاكم منذ اكثر من اربعين سنة، لا تقل عن 77 قتيلا، معظمهم في بنغازي (شرق) ثاني مدن البلاد ومعقل المعارضة. وتظاهر في بنغازي الاحد الاف الاشخاص امام مقر احدى المحاكم حسب ما افاد المحامي احمد المغربي. واعلنت قوات الامن حسب ما نقلت وكالة انباء الجماهيرية الرسمية ان احدى الثكنات في بنغازي تعرضت الاحد لهجوم من قبل المتظاهرين ما ادى الى وقوع قتلى وجرحى في صفوف المهاجمين والعسكريين. وافاد شهود ان عددا كبيرا من المتظاهرين قتلوا السبت خلال هجوم استهدف الثكنة نفسها. وقال المحامي مغربي "نطالب الصليب الاحمر بارسال مستشفيات ميدانية على وجه السرعة اذ لم نعد نستطيع مواجهة الوضع". من جهتها قالت منظمة العفو الدولية "يبدو ان الزعيم الليبي امر قواته الامنية بالقضاء على المتظاهرين مهما كلف الامر والليبيون هم الذين يدفعون الثمن". ودعت الجامعة العربية في بيان الاحد الى "الوقف الفوري لكل اعمال العنف". ولم يدل القذافي باي تصريح منذ بدء هذه الحركة الاحتجاجية. وافاد شهود ان "مواجهات عنيفة" وقعت بين متظاهرين وقوات الامن اوقعت "قتلى وجرحى" السبت في مصراتة ثالث مدن البلاد. وبحسب شهادات متطابقة فان قوات الامن مدعومة ب"مرتزقة افارقة كانت تطلق النار على المتظاهرين بشكل عشوائي". وقال مصدر رسمي ليبي رفيع المستوى الاحد ان "مجموعة من الاصوليين الاسلاميين" احتجزت عناصر من قوات الامن ومواطنين رهائن في مدينة البيضاء شرق البلاد، وهددت بقتل الرهائين في حال لم تفك قوات الامن حصارها من حول المكان. كما نقلت وكالة الانباء الجماهيرية ان السلطات اعتقلت عشرات المواطنين العرب الذين ينتمون حسب هذه الوكالة الى "شبكة" تعمل على زعزعة الاستقرار في البلاد. كما اشار شهود ان السلطات قامت باطلاق سراح سجناء خصوصا في طرابلس والزاوية.