على الشباب الذي يحمي احياءه من العصابات أن يحمي ايضا انتفاضته تأسف راشد الغنوشي، زعيم حركة النهضة التونسة، في تصريح ل"الشروق" من محاولة الالتفاف على "الثورة المباركة لشعبنا من خلال العمل على استمرار النظام السابق برموزه ومؤسساته رغم فرار الرئيس المخلوع".. وقال ان المتأمل في تشكيلة الحكومة المعلنة التي ستسهر على عملية الانتقال الديمقراطي "يكتشف أنها حكومة بن علي مع اضافة اسماء من المعارضة المعترف بها سابقا وغياب كلي للأحزاب الرئيسية في البلاد، سواء من جهة امتدادها الشعبي أو جهودها النضالية في مواجهة نظام القمع على امتداد عقدين حتى إسقاطه". وتساءل الغنوشي: كيف يمكن أن نمر الى الديمقراطية تحت حكم هذه الوزارة التي يقودها رئيس حكومة النظام السابق الذي كان وراء الكارثة التي وصل اليها الوضع في البلاد، بالإضافة الى إطلاق حكومته الرصاص على المواطنين وقتل حوالي سبعين من التونسيين في هذه الحكومة المعلنة، 6 وزراء من حكومة ابن علي يتقلدون وزارات السيادة مثل الداخلية والخارجية والدفاع. * وأردف الغنوشي متسائلا: كيف يمكن الانتقال الى الحكم الديمقراطي تحت قيادة رموز النظام السابق ومن بينهم من هو ملاحق من قبل المحاكم الدولية مثل وزير الداخلية السابق عبد الله قلال المتهم بممارسة التعذيب ضد المعارضين السياسيين؟، وكيف "ننتقل الى الديمقراطية دون حل البرلمان الذي لا يمثل الشعب، وحل الحزب الحاكم رمز الهيمنة والفساد والانتهازية". * وقال الغنوشي: "نحن على يقين أن شباب الانتفاضة سيحمي انتفاضته حتى تبلغ غايتها في تحقيق حلم التونسيين في الحرية والديمقراطية تماما مثل ما يحمي اليوم الأحياء الشعبية من عصابات النهب والقتل من أعوان الأمن الرئاسي"، مضيفا: "ولا يمكن تحقيق الأمن دون حل الأجهزة الأمنية التي كانت وراء ارهاب المواطنين"، داعيا: "لا بد من تجاوز النظام السابق بكامل الأجهزة والرموز مع تشكيل مجلس تأسيسي لصياغة دستور جديد يؤسس للديمقراطية بمشاركة كل القوى الحية في البلاد".