نشرت صحيفة 'الغارديان' أمس الاثنين برقية نقلا عن موقع 'ويكيليكس' بخصوص سفير الجزائربجنيف ادريس الجزائري، وهو حفيد الأمير عبد القادر أول المقاومين الجزائريين في وجه الاستعمار الفرنسي، وجاء فيها أنه سيكون سعيدا بأن يضع نفسه تحت تصرف الإسرائيليين، تعقيبا على ما دار في ندوة حول حظر انتشار الأسلحة النووية والملف النووي الإيراني، وكذا مفاوضات السلام في الشرق الأوسط. وتشير البرقية المصنفة سرية إلى أن كلام السفير الجزائري جاء بمناسبة اجتماع للجنة التحضيرية لندوة تقييم اتفاقية حظر انتشار الأسلحة النووية، عقد بجنيف في 13 أيار/مايو 2009، وأنه من بين الشخصيات التي حضرت الاجتماع هناك روس غوتمولر نائب الوزير الأمريكي للمراقبة والمطابقة والتنفيذ، إضافة إلى السفير ادريس الجزائري، والسفير المصري ماجد عبد العزيز، وكانا السفيرين العربيين الوحيدين اللذين حضرا الاجتماع. وحسب ما جاء في البرقية فإن ادريس الجزائري لما تناول الكلمة قال انه 'سيكون سعيدا بأن يضع نفسه تحت تصرف الإسرائيليين'، وذلك تعقيبا على ما دار في الندوة من نقاش حول موضوع مفاوضات السلام في الشرق الأوسط وكذا الملف النووي الإيراني، بينما أكد نائب الوزير الأمريكي أن هناك ارتباطا بين مفاوضات السلام والملف النووي الإيراني، وأنهما 'ملكية' الرئيس باراك أوباما. كما وعد المسؤول الأمريكي بأن حكومة بلاده ستحاول أن تضغط على إسرائيل في موضوع حظر انتشار السلاح النووي. وناقش المشاركون في الاجتماع موضوع التعاون الأمريكي- الهندي في المجال النووي، إذ أكد الطرف الأمريكي أن هذا التعاون لن يتم إلا إذا فرضت الهند رقابة أكثر على صادراتها وحرصت على عدم انتشار الأسلحة النووية في المنطقة. وذكرت البرقية أن السفير المصري قال لنائب وزير الدولة الأمريكي ان القاهرة متفائلة بالرئيس باراك أوباما، ولكنها تريد أن تعرف نواياه فيما يتعلق بسياسته في المنطقة، وأن المسؤول أجاب بأن سياسة أوباما لا تزال في مرحلة التحضير، وأنها لم تنضج بعد بشكل كامل، مشيرا إلى أن أوباما جاد في سعيه للتوصل إلى سلام في منطقة الشرق الأوسط. وفيما يتعلق بموضوع إيران، قال غوتمولر ان إدارة الرئيس أوباما تريد تغليب الحوار والتفاوض بغرض التوصل إلى اتفاق مع الإيرانيين. ورد السفير المصري قائلا ان مصر دعمت مسار السلام في المنطقة منذ سنوات، ولكنها ليست على استعداد للانتظار خمسين عاما لرؤية ثمار الجهود التي بذلت من أجل السلام. ويبقى كلام سفير الجزائر في جنيف مثيرا للتساؤلات، خاصة وأن الجزائر لا تربطها أي علاقات مع إسرائيل وترفض الاعتراف بها ما لم تلتزم بتنفيذ قرارات الشرعية الدولية وتنسحب إلى حدود 1967، مع ضمان حق عودة اللاجئين وقيام دولة فلسطينية مستقلة عاصمتها القدس الشريف، وبالتالي فإن كلام السفير يأتي مناقضا للموقف الرسمي الجزائري. ويمكن القول ان هذه أول برقية على هذه الدرجة من الإحراج لمسؤول جزائري. وإذا كان السفير قد تصرف من محض ارادته، فمن شأن هذا 'الكشف' أن يجلب له متاعب ومساءلات من الجهات الرسمية التي تبدي صرامة فيما يتعلق بموضوع التعامل مع إسرائيل. ومن شأن تصريح مماثل أن يقضي على ما تبقى من مشواره في العمل الدبلوماسي.
مصدر الخبر : www.dw-word.de a href="http://www.facebook.com/sharer.php?u=http://alhiwar.net/ShowNews.php?Tnd=12448&t=حفيد الأمير عبد القادر وسفير الجزائربجنيف وضع نفسه تحت تصرف "الإسرائيليين " &src=sp" onclick="NewWindow(this.href,'name','600','400','no');return false"