شهدت مدينة الفحص خلال الأسبوع الفارط جريمة قتل فظيعة راح ضحيتها رجل يشهد له الجميع بالطيبة يدعى منصف المانع(من مواليد 1949) على يد شخص يرجح أنه مختل عقليا، إذ عمد المتهم إلى تهشيم رأس الضحية بواسطة"صرف" ميزان زنته كيلوغرامان ولم يكفّ عن الاعتداء عليه إلاّ بعد أن تأكد من موته. وحال ورود المعلومة على مركز الأمن الوطني بالفحص تحولوا على عين المكان ثم أشعروا النيابة العمومية بابتدائية زغوان قبل أن تتحوّل السلط الأمنية والقضائية بزغوان إلى مسرح الجريمة حيث أجرت المعاينة الموطنية قبل أن يتعهّد أعوان فرقة الشرطة العدلية بزغوان بالبحث في دوافع الجريمة، وفي هذا الإطار علمنا أنهم ألقوا القبض على المتهم واقتادوه إلى المقر حيث احتفظوا به على ذمة التحريات.
أما عائلة الضحية والتي اتصلنا بها ساعات قبل موكب الدفن فقد تقبلت الخبر بتأثر شديد وخاصة زوجته وابنته الوحيدة التي لم تتجاوز ربيعها الخامس عشر وإخوته ومن بينهم محدثنا الذي سرد لنا وقائع الجريمة البشعة.
من أجل سيجارة
يقول الشقيق:»لقد غادر المنصف الذي كان يعمل في القطاع الفلاحي تارة وفي التجارة تارة أخرى البيت على الساعة الثامنة والنصف صباحا، ولكن بعد نصف ساعة فقط تلقينا نبأ مقتله في ظروف أليمة».
وأضاف محدثنا:» لقد كان أخي يترجّل بالنهج الذي يقطن به... على بعد نحو مائة متر على منزله عندما اعترض سبيله القاتل وطلب منه سيجارة غير أن أخي اعتذر له بكل لطف... هذا الاعتذار دفع المتهم إلى ردّ الفعل بسرعة وبكل عنف إذ سدّد لأخي الذي يعاني من مرض مزمن(القلب) وأصيب سابقا بعدة أزمات قلبية لكمة سقط إثرها أرضا خاصة وأنه كان يشكو من إصابة في يده».
هشم رأسه حتى الموت
«حينها استغل المتهم الفرصة»-يتابع الشقيق-:»ومسك به من ملابسه وجرّه على مقربة من محلّي تجاريين(عطار وخضار) ثم التقط»صرف» ميزان من محل الخضار زنته كيلوغرامان وعاد حيث ترك أخي طريح الأرض وانهال على رأسه ضربا بال»صرف» وهو يصيح»الله أكبر... الله أكبر» على مرأى ومسمع من عدد من الأشخاص دون ان يتدخل أي كان منهم لنجدة شقيقي الذي كان في خطر... المتهم لم يترك شقيقي إلا بعد أن تأكد من أنه بصدد الاعتداء على جثة...».
امرأة تطلب النجدة
محدثنا أفادنا بأن امرأة تفطنت لاحقا للواقعة فأطلقت عقيرتها بالصراخ ولكن المنصف كان قد فارق الحياة حينها بسبب الإصابات البليغة التي لحقت به في الرأس والدماء التي نزفت منه لذلك اكتفت بوضع لحاف على جثته المشوهة إلى حين حلول أعوان الشرطة.
وضعية اجتماعية
هذه الجريمة خلفت إلى جانب الهلع والألم وضعية اجتماعية مزرية، إذ لم يترك الضحية لزوجته العاطلة عن العمل ولابنته الوحيدة(تلميذة) أي مورد رزق أو دخل قار وهو ما يتطلب تدخلا عاجلا وناجعا من السلط الجهوية بزغوان علّها تخفف وطأة المأساة التي حلت بالعائلة.