السلام عليكم ورحمة الله وبركاته إنّما الشّعرما تجود به قريحة الشّاعر بدون تكلّف ,ليعبّر عمّا جاش في صدره,وقد لمست الصّدق فيما عبّر عنه الأخوان الكريمان,العربي القاسمي وجمال الدين الفرحاوي,ولكلّ عذره فيما عبّر عنه ,إذ نلمس مشاعر الأسى والرّحمة لدى القاسمي,وأمّا الفرحاوي فقد جزم وقرّر أنّ الخلاص لا يكون إلاّ برحيل بن علي الذي أخلف الوعد وخان العهد الذي قطعه على نفسه ,بأن لا رئاسة مدى الحياة و حتّى إن كان مجبرا من طرف أصحاب الأهواء والمصالح الذّاتية,فإنّ نكران الذّات مع مصلحة البلاد والعباد قربة وتعبّدا يكفّر به الله الخطايا لمن أراد,ولكنّ الجماعة الذين يسيطرون على البلاد والعباد قرّروا غمط حقّ الشّعب التّونسي ,وقرّروا وضعه تحت الوصاية ,وكلاء عليه رغم أنفه,وبعد 54سنة من اعتراف "منداس فرانس"ريس الغرفة الإستشارية بفرنسا. وأقتبس من كلمة احمد نجيب الشابي بعنوان: "سياسة النعامة لا تجدي" - لقد حضر رئيس الحكومة الفرنسية منداس فرانس إلى قرطاج في 30 جويلية 1954 ليشهد في خطابه الشهير أمام الباي بأن الشعب التونسي بلغ من الرشد ما يجعله أهلا بتوليه أموره بنفسه. ولكن ما أن تولى الحزب الدستوري مهام تسيير البلاد غداة الاستقلال حتى جرد الشعب من جميع حقوقه واحتكر القرار ليدعى العصمة والمنة على الشعب، ثم جاء بيان 7 نومفبر 1987 بعد أكثر من ثلاثين عاما عن ذلك التاريخ ليعلن من جديد " إن شعبنا بلغ من الوعي والنضج ما يسمح لكل أبنائه وفئاته بالمشاركة البناءة في تصريف شؤونه ..." لكن مرت الأيام والسنون ومر العقد الأول ثم الثاني دون أن نرى أثرا له في حياتنا الوطنية وها نحن نستعد للدورة الانتخابية الثالثة عشر بعد الاستقلال دون أن تتوفر فيها أدنى شروط الاختيار الحر. وهذه قصيدة جادت بها قريحتي إثر قراءة قصيدتيّ الإخوين فقلت ارتجالا: القاسميّ سأعذره فيما يقول ولم يقل وللفرحاوي حقّ ثابت يرسله لزعبل سئمناكم وحكمكم من يستحي فليرحل الشعب يلعن يومكم كلّما حال التّحول كلّما جاء سابع و سابع نوفمبر الأوّل نظام إرهاب أتعس شعبنا رمزُ التّغوّل فيه السّآمة والظّلم و السّلب والتّسوّل يوم السّؤال بمخفرويوم سياط الأرجل أمّا السّجون تعدّدت وتوزّعت و ترحّل النّاس من هذاالصّنيع قلوبهم كالمرجل دين الهدى صارغريبافي بلادي يبهذلِ يا خالق الأكوان رحماك ألطف ياعليّ* ألطف بتونس الخضراء وأهلها وتمهّل إن تمهل الفجّار زادوا صرامة فتعجّلِ إعجل بفكّ الأسر عمّن ظُلموا بتوسلي أنت القديرعلى كلّ الأمورعليك توكّلي وصلّ إلاهي على النّبيّ وآله و الرّسل وارضى عن الأخيارسادتنا الكرام يلي وأختم بما جاء في مقال أخينا المجاهد عبد الله الزّواري على لسان أحد الإخوة وصيّة للمنتمين للحركة: -وستمر هذه الأزمة بحول الله فما هي إلا سحابة صيف. اذكر كل عناصر الحركة والمتعاطفين معها بالصبر الجميل وبتحمل المسؤولية والانضباط إلى قرارات المؤسسات مهما بدى لنا أنها مخطئة إلى حين مراجعتها فالانضباط أهم مصدر لقوة الفرد ولقوة الحركة التي ينتمي إليها ولا تنسى فضل الله عليك أن جندك في صفوف حركة إسلامية مباركة فلولا وجودك داخل هذه الحركة ما كنت تحضى بهذا التقدير وهذه القيمة وينتظرك من عند الله تعالى إن شاء ما هو أفضل من ذلك فأنت مجاهد في سبيل الله وما عند الله خير وأبقى فلولا فضل الله علينا ما صمنا ولا صلينا, قس نفسك بأمثالك في المجتمع فسوف ترى فضل الله عليك. المصدر بريد الفجرنيوز