مدريد : طلبت جمعية 'أطباء بلا حدود' من اسبانيا والاتحاد الأوروبي ممارسة ضغط على المغرب حتى لا ترّحل قواته الأمنية والعسكرية المهاجرين السريين نحو الصحراء وفي مناطق مملوءة بالألغام كما حدث مع مجموعة من الافريقيين من مختلف الجنسيات. وبدأت المأساة الجديدة وفق تقرير المنظمة غير الحكومية الدولية منذ عشرة أيام تقريبا عندما انتهى قارب للهجرة السرية في الشواطئ الجنوبية المغربية في الصحراء وكان على متنه عشرات المهاجرين وانطلق من موريتانيا نحو سواحل جزر الخالدات المعروفة باسم جزر الكاناري والتي تحولت منذ 2005 إلى قبلة للمهاجرين من افريقيا الغربية. ويستفاد من تصريحات المهاجرين أنهم كانوا 73 على متن القارب المنكوب وغرق 25 منهم. ويكشف التقرير أن القوات العسكرية المغربية نقلت المهاجرين وعددهم حوالي 48 من الشواطئ نحو الداخل وتركتهم في المنطقة العازلة بين المغرب وموريتانيا ومنعتهم من العودة إلى منطقة الصحراء الغربية. وبعد انتشار الخبر لأن أحد المهاجرين طلب المساعدة بواسطة هاتف نقال ، تولى أفراد الجمعية المذكورة رفقة اللجنة الإسبانية لمساعدة اللاجئين البحث عن المهاجرين في الصحراء الفاصلة بين المغرب وموريتانيا، حيث عثروا على 16 في حالة سيئة للغاية جراء العطش والجوع وهم بصدد التوجه نحو مدينة نواديبو الموريتانية في محاولة للبحث عن قارب جديد للتوجه إلى جزر الخالدات، ولم يتم العثور على الجميع حتى الخميس، ويسود الاعتقاد أن البعض قد لقي حتفه. وطالبت جمعية 'أطباء بلا حدود' من الحكومة الإسبانية وجميع الدول الأوروبية الضغط على المغرب لكي يضع حدا لهذه الممارسات التي وصفتها بغير الانسانية والتي تعني الهلاك بالنسبة للمهاجرين بحكم تركهم في منطقة مليئة بالألغام وبدون ماء ولا مواد غذائية في أرض قاحلة. ولم يصدر المغرب أي تعليق على جمعية 'أطباء بلا حدود'، علما بأن هناك أحداثاً سابقة تؤكد نهج المغرب لهذه السياسة التي تندد بها جل جمعيات الهجرة، ومن ضمنها عندما قام بترحيل المئات من المهاجرين في تشرين الأول/أكتوبر 2005، لما حاول المهاجرون الأفارقة اقتحام مدينتي سبتة ومليلية الواقعتين شمال المغرب وتحتلهما اسبانيا، وتركهم في مناطق شاسعة في الجنوب الشرقي بين أراضيه والأراضي الجزائرية وتولت جمعيات حقوقية إسعافهم. وكان المغرب ما بين تشرين الأول/أكتوبر 2005 إلى بداية السنة الجارية يقوم بنقل المهاجرين الأفارقة الذين يجري اعتقالهم في الأراضي المغربية إلى منطقة الداخلة أقصى جنوب الصحراء الغربية، ومن هناك يقوم بترحيلهم على متن طائرات عسكرية إلى دولهم الأصلية، لكن يبدو أنه تخلى عن هذه الرحلات. وفي إطار الهجرة السرية، أوردت وكالة 'أكفي برس' الإسبانية أن ثلاثة قوارب وصلت ما بين الخميس وفجر الجمعة إلى مختلف جزر أرخبيل جزر الخالدات وعلى متنها قرابة 200 مهاجر، وتابعت أن المهاجرين في وضع صحي عادي باستثناء مهاجرين جرى نقلهما إلى المستشفى وأن جميع ركاب القارب من منطقة افريقيا الغربية، الأمر الذي يؤكد أنهما انطلقا من سواحل موريتانيا أو السنغال. وكانت مصلحة الإنقاذ قد رصدت القوارب الثلاثة وانطلقت سفينة للبحث عن الأول الذي جرى رصده خلال الظهر في حين أن الثاني وصل في المساء والثالث في الفجر. 'القدس العربي' من حسين مجدوبي