تونس:واصل المحتجون التونسيون في الشوارع ضغطهم مطالبين بحكومة لا صلة لها بالحرس القديم بينما قال معارض بارز انه سيرشح نفسه للرئاسة لتطهير السلطة من القيادة السابقة.وقال القادة الانتقاليون للبلاد انهم اطلقوا سراح اخر مسجونيها السياسيين ووعدوا "بالقطيعة التامة مع الماضي" يوم الاربعاء لاسترضاء المحتجين الذين أجبروا الرجل القوي زين العابدين بن علي الذي حكم تونس 23 عاما على الهروب الى السعودية الاسبوع الماضي مع عدد من أفراد حاشيته الثرية. وقال التلفزيون الحكومي ان 33 من رجال بن علي قبض عليهم لارتكابهم جرائم ضد الامة. وعرض التلفزيون الحكومي ما قال انه ذهب ومجوهرات صادرتها السلطات. وجمدت سويسرا أصول أسرة بن علي. وواصل المحتجون رغم تناقص عددهم عن أيام الغضب التي اطاحت ببن علي اصرارهم على ازاحة كل الوزراء الذين ينتمون الى حزب التجمع الدستوري الديموقراطي الحاكم سابقا في تونس. وقال المحتجون ان هذا وحده سيرضي امال "ثورة الياسمين" التي صدرت الصدمة الى الانظمة الاستبدادية في العالم العربي. وفي سيدي بوزيد البلدة الفقيرة بوسط تونس التي بدأت فيها الانتفاضة ضد بن علي بعد ان أشعل بائع خضروات أهانته الشرطة النار في نفسه قال مواطنون ان التغييرات في قمة الهرم الحاكم لم تصل الى مداها المطلوب بعد. وقال لزهر غربي المدرس الاول والنقابي في المدينة "عصابة بن علي ما زالت في حزب التجمع الدستوري الديموقراطي وهي تحاول سرقة الثورة ودماء الشهداء." وقال لرويترز "نريد حل هذا الحزب. هذا هو الحل ونريد تحميل اعضائه مسؤولية الفساد." وأعلن توفيق بن بريك الصحفي الذي قضى ستة اشهر في السجن بسبب تهمة الاعتداء التي يقول انصاره ومن بينهم جماعات حقوقية دولية انها لفقت له لمعاقبته على مقالات كتبها انتقد فيها بن علي انه سيرشح نفسه للرئاسة. وقال بن بريك في مقابلة أجريت معه يوم الاربعاء "رحيل بن علي كان لحظة سعادة غامرة وفرحة لي. انه نصر كبير للحرية." لكن مثله مثل كثيرين من خصوم بن علي الاقوياء قال انه غير راض عن وجود عدد كبير من الوزراء الذين ينتمون الى حزب التجمع الدستوري الديمقراطي. وقال لرويترز "ما اقوله هو ان التجمع الدستوري الديمقراطي يجب ان يرحل واقول ايضا لهؤلاء الدمى الذين كان بن علي يحركهم أن يرحلوا وينضموا اليه في السعودية." وسارع أعضاء القيادة الانتقالية الذين كانت لهم مناصب رفيعة سابقة في الحزب الحاكم الى ابعاد أنفسهم عنه. واستقال الرئيس المؤقت فؤاد المبزع ورئيس الوزراء محمد الغنوشي من عضوية الحزب يوم الثلاثاء. وقال نجيب الشابي المعارض البارز الذي رشح للوزارة ان اخر السجناء السياسيين في عصر بن علي قد أطلق سراحهم ومن بينهم أعضاء في حركة النهضة الاسلامية المحظورة. ووصفت حسيبة حاج صحراوي نائبة مدير برنامج الشرق الاوسط وشمال افريقيا في منظمة العفو الدولية الافراج عن السجناء السياسيين بأنه خطوة مهمة وايجابية وقالت انهم يجب أن يتلقوا تعويضات. وأضافت ان على السلطات التونسية أن تظهر انها جادة حقا بشأن انهاء ثقافة انتهاك حقوق الانسان التي استمرت لما يزيد على عقدين والبدء في كبح الجهاز الامني الذي انتهك وقمع التونسيين العاديين لسنوات. وفي تأكيد على القلق الدولي بشأن تونس تحدث الرئيس الامريكي باراك أوباما الى الرئيس المصري حسني مبارك بشأن رغبة واشنطن في عودة الهدوء. وفي قمة انعقدت يوم الاربعاء في مصر نبه الامين العام لجامعة الدول العربية عمرو موسى زعماء المنطقة الى ضرورة التصدي للمشكلات السياسية والاقتصادية. وقالت الاممالمتحدة انها سترسل فريقا من خبراء حقوق الانسان الى تونس الاسبوع المقبل. وخفضت وكالة موديز انفستورز سيرفسيز تقييمها الائتماني لتونس فيما هددت وكالة ستاندارد اند بورز بالخفض اذا استمر غياب اليقين. وارتفعت تكلفة تأمين ديون تونس في حالة عجزها عن السداد بشكل كبير بعد التخفيض. من كريستيان لو واندرو هاموند