تونس المؤتمر من أجل الجمهورية 28 ديسمبر 2010علمنا مساء اليوم أن الأستاذ عبد الرءوف العيادي نائب رئيس المؤتمر من أجل الجمهورية قد تمّ إيقافه من طرف فرقة من البوليس السياسي الساعة الخامسة بعد الاعتداء عليه بالعنف هو ابنيه واقتيد إلى مكان مجهول ولا نعرف لحدّ الآن مصيره. يأتي هذا التوقيف كردّ مباشر- من بين الردود المرتقبة الأخرى من نفس النمط القمعي -على مشاركة الاستاذ عبد الرءوف العيادي في التظاهرات الحاشدة التي نظمها المحامون مساندة لانتفاضة شعبنا المباركة. تأتي كذلك كردّ على مواقف حركتنا وهو من أبرز قياديها والتي اتسمت دوما برفض مطلق لحكم الدكتاتور ومطالبة بنهاية عهده ليبدأ عهد تونس والتونسيين. إذا تصور مثل هذا النظام إخافة عبد الرءوف العيادي فيبدو أنه لا يعرف من أي معدنّ قدّ هذا الرجل الفذّ الواقف ضد كل أنواع الاضطهاد منذ أربعة عقود . وإذا تصوّر النظام انه سيعيد إرهاب التونسيين فيبدو أنه لم يعدّل ساعته على الوضع الجديد وشعار الشعب لا خوف بعد اليوم بينما شعور القضاة الفاسدين وجلادي البوليس السياسي وعصابات النهب والسلب وعلى رأسهم بن علي نفسه هو لا خوف إلا من اليوم. أيا كان مصير عبد الرءوف العيادي فهو أسير حرب عند المحتلّ الداخلي وهذا المحتلّ بأجهزته مسئول عن سلامته الجسدية مثلما هو مسئول عن السلامة الجسدية وحياة كل مواطن يتصوّر أن له الحق في التصرّف في حريته وحياته. ولأن المؤتمر من أجل الجمهورية رفض دوما التوجّه بأي طلب لأناس ليس لهم أي شرعية في حكمنا فإنه يتوجه إلى كل مناضلي الحرية في تونس والوطن العربي والعالم بالوقوف بجانب عبد الرءوف العيادي إلى أن يطلق سراحه علما للسلطة وللجميع أنه سيواصل العمل على سقوط الدكتاتورية ورحيل الدكتاتور وهو لم يغلق وراءه باب مركز الاعتقال. إن هذا الإيقاف نذير بكل ما ينتظر النخب الوطنية وعامة الشعب من نظام لا خيار له غير الهروب إلى الأمام ما يعبر عنه بوضوح أيضا محاولة السلطة الاستبدادية استرجاع " الهيبة" والعودة بالوضع لما قبل انتفاضة شعبنا المباركة . لكن هيهات أن يعود المارد الصاحي لرقدته. فإلى الشوارع والساحات ايها التونسيون في كل جهة ومدينة وإلى الإعداد للعصيان المدني أيها الشباب حتى نحرّر بلادنا من عصابات الحق العام التي استحلت أموالنا وحرياتنا وشرفنا وتلقي في غياهب السجون بخيرة التونسيين والحال أنها مكانهم هم جزاء وفاقا لسرقاتهم وظلمهم عن المؤتمر من أجل الجمهورية د. منصف المرزوقي المؤتمر من أجل الجمهورية حتى تتحقق السيادة للشعب والشرعية للدولة والكرامة للمواطن