عاجل/ الطعون في النتائج الأولية للرئاسية.. هيئة الانتخابات تكشف..    منظمة "nouvelle perspective" تكشف عن ما لاحظته بخصوص سير الانتخابات الرئاسية..    الغاء الاضراب المقرر اليوم في حضيرة OMV بحقل نوارة    من 4 إلى 7 ديسمبر 2024.. تنظيم مهمّة اقتصادية متعددة القطاعات إلى فرصوفيا    عاجل : التونسيون بالخارج لهم الحق في توريد 3عربات    هام/ الشروع في عملية تزويد السوق بهاتين المادتين..    3 علماء يفوزون بجائزة نوبل للكمياء    نواب إيرانيون يدعون إلى مراجعة العقيدة النووية لطهران    وفاة قائد طائرة أثناء رحلة جوية كان يقودها باتجاه إسطنبول    عاجل - الإصابة تحرم ديلان برون من مواصلة التربص مع المنتخب الوطني    منوبة : انتشال جثة ادمية من قنال السعيدة    جريمة شنيعة/ مقتل طفلة ال4 سنوات على يد زوجة عمها والسبب صادم..!!    النسخة الخامسة من لقاء "ماكلتي تونسية" يوم 19 أكتوبر 2024 تخصّص لرمان قابس    الدورة الثالثة من "نجع الفن" من 27 أكتوبر إلى 2 نوفمبر بدوز    وفاة بطلة روسية .. بسبب لدغة حشرة    مصابون بأكثر من عملية طعن في تل أبيب    عاجل - المكنين : خيانة زوجية تكشف شبكة مخدرات و عشيقة متورطة    الإبقاء على وائل نوار وزوجته ولؤي الخماسي بحالة سراح    مصر: تقديرات بتراجع مؤشر التضخم    الكرة الطائرة: المنتخب الوطني يواجه اليوم نادي فنربخشة التركي    سامي الشافعي يحصد جائزة أفضل فيلم قصير في مهرجان ماربيلا السينمائي في إسبانيا    وزير الصحّة يشدد على ضرورة تسخير جميع الإمكانيات المتاحة لمكافحة الحشرات الناقلة للأمراض    أبطال إفريقيا: الكاف يسلط عقوبات بالجملة على الأهلي المصري    مفزع/حوادث: 10 قتلى خلال 24 ساعة..    حادث مرور في بن عروس يسفرعن 6 اصابات    منتخب الأرجنتين: ميسي جاهز .. وشكوك حول مشاركة "أليستر"    محمود بن مبروك: 'وفق الدستور الجديد هذه العُهْدَة الأولى وبإمكان سعيّد الترشح سنة 2029'    الصحة اللبنانية: استشهاد 2119 لبنانيا وإصابة 10.019 شخصا منذ بدء الهجوم على لبنان    تسجيل كميات من الامطار خلال الاربع وعشرين ساعة الماضية    بطولة إيطاليا: معاقبة مدافع ميلان هيرنانديز بمباراتين    الشائعات حول صحة الرئيس بيا: الحكومة الكاميرونية ترد وتنفي بقوة    التوقعات الجوية لهذا اليوم..هكذا ستكون درجات الحرارة..    رئيس الامارات : '' أهنئ قيس سعيد رئيس الجمهورية التونسية بانتخابه لولاية رئاسية ثانية''    وزير التجارة: القهوة ستتوفّر في هذا الموعد    بايدن محذرا: إخلاء سكان فلوريدا ''مسألة حياة أو موت'' مع اقتراب إعصار ميلتون    ظافر العابدين يبدأ في تصوير فيلمه الجديد و يكشف العلاقة التي تربطه بهند صبري    بورصة تونس تشارك في الأسبوع العالمي للمستثمر    أطباء: ملح الطعام يؤثر سلبا في المفاصل    متظاهرون اسرائيليون يغلقون الطريق لمكتب نتنياهو وهذه مطالبهم    "المقاومة الإسلامية بالعراق" تهاجم "4 أهداف حيوية" في إسرائيل بالمسيرات    أبو عبيدة بن الجراح "أمين الأمة"    وزير التجارة يؤكد عزم الحكومة على التزويد بكل المواد الاستهلاكية    فلاحتنا ...زيت الزيتون الذهب السائل ..هل يدخل بيوت التونسيين مجددا ؟    تجمع على الركح ريم الزريبي وكوثر الباردي ..مسرحية «للّاهم» تسلط الضوء على المرأة الكادحة    تصفيات كاس امم افريقيا (المغرب 2025): لاعبو المنتخب التونسي يجمعون على ضرورة التالق امام جزر القمر ووضع قدم في النهائيات    الرصد الجوي يتوقع ظهور خلايا رعدية وممطرة ببعض الجهات هذه الليلة    ثلاثة أفلام تونسية ضمن الدورة 46 من مهرجان مونبلييه السينمائي للبحر المتوسط (سينيماد)    وزارتا الصناعة والبيئة تعتزمان استبدال 4 مليون فانوس متوهج    وفاة راغب علامة في القصف في لبنان...إشاعة    عاجل/ هذه حقيقة مقتل الفنان راغب علامة في غارة اسرائيلية..    وزير السياحة يشدد على دعوة المؤثرين وصانعي المحتوي لبعث برامج ترويجية عبر مختلف منصّاتهم بمواقع التواصل الاجتماعي    7 كسوفات كلية للشمس ستشهدها الأرض على مدار العقد المقبل    أولا وأخيرا .. لا وعظ ولا إرشاد    وزارة الصحة تحذّر من الاستعمال المفرط للشاشات الالكترونية لدى الأطفال    تونس توصي بمجابهة الاستعمال المفرط للشاشات الالكترونية لدى الأطفال    عاجل/ لجنة مجابهة الكوارث تتدخّل لشفط مياه الأمطار من المنازل بهذه الولاية..    مفتي الجمهورية: يوم الجمعة (4 أكتوبر الجاري) مفتتح شهر ربيع الثاني 1446 ه    عاجل : الأرض تشهد كسوفا حلقيا للشمس اليوم    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



"الوجود العسكري الأمريكي في العراق سيستمر لسنوات طويلة قادمة"
نشر في الفجر نيوز يوم 04 - 09 - 2010

على عكْس التصريحات العراقية التي تعكِس نوعا من الإحتفاء بانتهاء الإحتلال الأمريكي وممارسة العراق حقوقه السيادية، وعلى النقيض من طنطنة الرئيس أوباما بأن العراق أصبح صاحب قراره، يرى خبراء أمريكيون أن الخروج الأمريكي الحقيقي من العراق، "أمر قد يطول إلى عشرات السنين".
فعندما طرحت swissinfo.ch السؤال على الدكتور أنتوني كوردسمان، الخبير العسكري والإستراتيجي بمركز الدراسات الإستراتيجية والدولية في واشنطن قال: "لا يعني خروج القوات الأمريكية المقاتِلة من العراق، أن الحرب الأمريكية هناك قد انتهَت أو أن الولايات المتحدة قد انتصَرت وحقّقت أهدافها من تلك الحرب. فالتمرّد لا زال خطيرا والمشاكل العِرقية والتوتر الطائفي لم يهدَأ، كما أن الإخفاق المستمِر في جهود تشكيل الحكومة العراقية الجديدة منذ انتخابات مارس الماضي، ينذر بتصاعُد خطير في أعمال العنف".
ويرى الدكتور كوردسمان أن الخروج الأمريكي الحقيقي من العراق، سيحتاج إلى سنوات طويلة ولن يمكِن للعراق أن ينعَم بالاستقرار قبل عام 2020، حين تكون قوات الأمن العراقية في وضْع يسمح لها، عمليا، بتوفير الاستِقرار للمواطن العراقي العادي، وحين يمكن أن يتحوّل العراق إلى دولة مستقِرة تحكُمه حكومة موحّدة، تحظى بالتأييد الشعبي.
وردّا على سؤال ل swissinfo.ch حول طبيعة الدّور الأمريكي في العراق بعد سحْب القوات القِتالية، قال الدكتور كوردسمان: "من الغريب أن القيادة الأمريكية الوُسطى لم تطرَح أي تصوّر لوضع القوات الأمريكية بعد سحْب الوحدات المقاتلة، مما ترك الباب مفتوحا أمام الكثير من نظريات المؤامرة التي تراوحت بين اعتِزام الولايات المتحدة الإحتفاظ بقوات يصِل عدد أفرادها إلى خمسين ألفا في العراق لأجَل غيْر مسمّى وبين انسحابها وِفق تعهُّد الرئيس أوباما بحلول نهاية العام القادم، بغضِّ النظر عن الأوضاع في العراق".
ويعتقد الدكتور كوردسمان أن السبب في ذلك القصور في الرؤية، هو أن كثيرا من الأمريكيين، وعلى رأسهم أعضاء الكونغرس، يريدون نِسيان الورْطة الأمريكية في العراق ويحلمون باليوم الذي يتقلّص فيه الدور الأمريكي في العراق في أسرَع وقت مُمكن، مما يخلق شكوكا حوْل الرّغبة الأمريكية الحقيقية في الدخول في شراكة إستراتيجية مع العراق، رغم التسليم بأن العراق على المدى البعيد، يمكن أن يلعب دورا هامّا في احتواء النفوذ الإيراني في منطقة الخليج والشرق الأوسط عموما.
وخلص كوردسمان إلى أنه يتعيّن على إدارة الرئيس أوباما أن تطرح خطّة واضحة للجهود الأمريكية لمساعدة العراق، مدنيا وعسكريا، والعمل عن كثَب مع الحكومة العراقية، متى تمّ تشكيلها، وتحدّد ما هي ملامِح الشراكة الإستراتيجية المطلوبة مع العراق بعد سحب القوات المقاتلة.
حقائق ما بعد الخروج
وفي رده على أسئلة توجّهت بها swissinfo.ch إلى السيد كينيث بولاك، مدير مركز صابان لسياسات الشرق الأوسط حول تقييمه لما يعنِيه مغادرة القوات القتالية الأمريكية للعراق، بالنسبة لدور الولايات المتحدة بعد ذلك الخروج، ومستقبل العراق، فسارع إلى القول بأن هناك خمس حقائق تحتاج التنبّه لها حوْل ما سُمي بخروج القوات القتالية من العراق وهي:
أولا، أن القوات المتبقِّية والتي يصِل قِوامها إلى خمسين ألف جندي، معظمها قوات قتالية، تم تسميتها باسم آخر، مثل وحدات للمساعدة والمشورة، بينما ستواصِل تلك القوات مهامّا قتالية، وهي لا تزال تشكِّل قوات احتلال، وسيواصِل الطيارون الأمريكيون طلَعَاتهم الجوية لمساندة القوات العراقية على الأرض.
ثانيا، بقاء القوات الأمريكية، التي سُميَّت وحدات المساعدة وتقديم المَشُورة، ضروري للحيلولة دون اندِلاع حرب أهلية في العراق، في ظل التطاحن العِرقي والطائفي، الذي لا زال قائما. فمع إدراك العراقيين أن اندلاع حرب أهلية سيُضيف كارثة جديدة إلى سجِلِّ الكوارث العراقية، فإن خطر تلك الحرب يظل واردا، طالما بقي الزعماء العراقيين مؤمِنين بإمكانية تحقيق أهدافهم المُتعارضة عن طريق استِخدام القوة، لذلك، تتّضح أهمية بقاء قوات عسكرية أمريكية بعد خروج الوحدات المقاتلة.
ثالثا، رغم كل ما يُقال عن تعثُّر تشكيل الحكومة العراقية، ومع التَّسليم بأن الحياة السياسية في العراق تواجِه صعوبات تحُول دون الوصول إلى نظام سياسي قادر على أداء وظائفه، إلا أنه يتعيَّن على الولايات المتحدة والدول المجاورة والأمم المتحدة، أن لا تسمح للنظام السياسي في العراق بالفشل، وبالتالي، لا زال يتعيَّن عليها جميعا بَذْل المزيد من الجهود، للمساعدة في توفير الاستقرار السياسي لعِراق ما بعدَ الخروج.
رابعا، يتنازع العراقيين رغبتان متعارضتان. الأولى، رغبة في رُؤية آخِر جندي أمريكي يُغادر الأرض العراقية. والثانية، الخوف ممّا يمكن أن يحدُث في العراق، إذا تمّ انسحاب أمريكي كلِّي، نظرا لعدم التأكُّد من قُدرة القوات العراقية على حِفظ الأمن وتوفير الاستقرار، وكذلك عَدم نُضوج العملية السياسية بشكل يُطمئِن العراقيين إلى زوال شبَح الحرب الأهلية.
خامسا، لا توجد حرب في العالم يُمكن إنهاؤها وِفق جدوَل زمني معروف، لذلك، فإن تعهُّد الرئيس أوباما بسحب باقي القوات الأمريكية بحلول نهاية العام القادم لن يمكن الوفاء به، حيث أن الحاجة ستدعو إلى استمرار الوجود العسكري الأمريكي في العراق لسنوات طويلة قادمة، سواء لحِفظ الأمن والاستقرار أو للحفاظ على المصالِح الأمريكية في منطقةٍ من أهمِّ مناطِق العالم، من الناحية الإستراتيجية.
خروج محدود وبقاء للوُجود
في السياق نفسه، يتَّفق مايكل أوهانلن، كبير الخبراء المتخصِّصين في الشأن العراقي في معهد بروكنغز مع تقييم كينيث بولاك، ويعتقد بأن وضع العراق بعدَ خروج القوات الأمريكية المقاتلة، لا يعني أن الرئيس أوباما سيكون قادِرا على الوفاء بتعهُّده الخاص باستكمال سحْب القوات الأمريكية المتبقِّية في العراق بحلول نهاية العام القادم ويقول: "قد يُصبِح وعد الرئيس أوباما وَعْدا بعِيد المنال، لأن الجِراح الطائفية لا زالت مفتوحة في العراق ولم تلتئِم، كما تستمر الصِّراعات العِرقية بين عرب العراق وأكراده، خاصة حول كركوك، وبين عرب العراق وتركمانه في الشمال، ناهيك عن عدم الإستقرار السياسي والإخفاق في تشكيل حكومة عراقية، رغم مرور خمسة أشهر على إجراء الانتخابات البرلمانية. ويضاف إلى ذلك، أن قوات الأمن العراقية لم تُختَبَر بعدُ فيما يتعلّق بقُدرتها على توفير الأمن والاستقرار، لذلك، سيكون الوجود العسكري الأمريكي على أرض العراق أطْول بكثير ممّا يَعِدُ به الرئيس أوباما".
من جهته، يعقد البروفيسور نوح فيلدمان، أستاذ القانون الذي عمِل في السابق في منصب كبير مستشاري سلطة الحُكم الأمريكي الإنتقالي بعدَ غَزْو العراق، مقارنة بين العراق بعد انتهاء المهام القتالية وبين كوريا الجنوبية بعد انتهاء الحرب الكورية ويقول: "يُشابِه الوضع في العراق الآن، الوضع في كوريا الجنوبية بعدَ الحرب، حيث احتفظت الولايات المتحدة منذ هُدنة عام 1953 بقوات أمريكية للحِفاظ على الأمن والاستقرار، ولا تزال حتى يومنا هذا تحتفِظ بحوالي ثلاثين ألف جندي أمريكي على الأرض الكورية، بعد ستين عاما من انتهاء المهام القتالية".
لذلك يعتقد المحلِّلون السياسيون والعسكريون الأمريكيون، أنه رغم إغلاق مئات من القواعد العسكرية الأمريكية في العراق أو تسليمها إلى العراقيين مع سحب القوات القتالية الأمريكية، ستظل هناك قواعد أمريكية في العراق لعشرات السنين، طالما بقِيت وحدات عسكرية أمريكية تُغيِّر فقط إسمها إلى وحَدات المساعدة وتقديم التدريب والمَشُورة، خاصة وأن رايان كروكر، السفير الأمريكي السابق في العراق، أكّد على أن "الشراكة الإستراتيجية الأمريكية مع العراق، وإن احتاجت إلى مواصلة العمل الأمريكي في العراق لسنوات طويلة، فإنها في نهاية المطاف يُمكن أن تُغيِّر الخريطة الإستراتيجية للشرق الأوسط".
محمد ماضي – واشنطن – swissinfo.ch


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.