أكد الخبير الاستراتيجي الامريكي أنتوني كوردسمان ان القوات الامريكية لن تغادر العراق قبل عشرة أعوام أخرى كما أن بلاد الرافدين لن تنعم بالاستقرار والامن قبل عام 2020 فيما كشفت مصادر مطلعة ان ما يسمى بدولة «العراق الاسلامية» أصبحت تأخذ الضرائب من متساكني وتجار مدينة الموصل، كما فرضت غرامات مالية على الجميع لتتمكن من تمويل أنشطتها. وقال كوردسمان الخبير العسكري والاستراتيجي بمركز الدراسات الاستراتيجية والدولية في واشنطن ان «خروج القوات الامريكية المقاتلة من العراق لا يعني ان الحرب الامريكية هناك قد انتهت أو أن الولاياتالمتحدة قد انتصرت وحققت اهدافها من خوض الحرب». فوضى وإخفاق أضاف الدكتور في حوار مع موقع «سويس أنفو» إن «التمرد مازال خطرا والمشاكل العرقية والتوتر الطائفي لم يهدأ، كما أن الاخفاق المستمر في جهود تشكيل الحكومة الجديدة منذ انتخابات مارس الماضي ينذر بتصاعد خطير في أعمال المقاومة». و أشار الدكتور الى أن الخروج الامريكي الحقيقي من العراق سيحتاج الى سنوات طويلة ولن يمكن للعراق أن ينعم بالاستقرار قبل عام 2020 «حين يمكن أن يتحول العراق الى دولة مستقرة تحكمه حكومة موحدة تحظى بالتأييد الشعبي». واستدرك كوردسمان قائلا إن الغريب في الامر أن القيادة الوسطى الامريكية لم تطرح أي تصور لوضع القوات الامريكية بعد سحب الوحدات المقاتلة وتركت الباب مفتوحا أمام الكثير من نظريات المؤامرة. «الفوضى الخلاقة» وعلى صعيد متصل فرض ما يسمى ب«دولة العراق الاسلامية» غرامات مالية على مواطني مدينة الموصل وخاصة التجار. وفي هذا الاطار قال عبد الله أحمد إن «الكل يدفع... ويوزع التاجر المبلغ على البضاعة التي ينقلها ولا أحد يقول لا، أو يتأخر في الدفع لانهم يحجزون سيارته أو يغلقون محله الى أن يدفع ما عليه». وأضاف علي وهو صاحب محل ان «دولة العراق الاسلامية تفرض غرامة على المركبات التي تنقل المواد الغذائية القادمة من سوريا أو بغداد وقيمتها 200 دولار و150 دولارا على الشاحنات التي تعبر الطريق و100 دورلارا على الشاحنات المتوسطة وصولا الى 50 دولارا للاصغر حجما». وأكد المتحدث أن «من يتجاسر ويرفض الدفع فسيكون مصيره مماثلا لمصير أبو محمد وهو أحد تجار حي الجزائر الذي قتل وجرح ابنه، عندما رفض ان يدفع للدولة» (دولة العراق الاسلامية). وتساءل علي بحسرة «أين قواتنا الامنية؟ لو كان لدينا جهاز أمني واستخباراتي قوي لما تضاعفت هذه الظاهرة... لكن حتى عناصر حماية القادة الأمنيين واقعون تحت رحمة القاعدة». ومن جانبه قال أستاذ جامعي في العلوم السياسية رفض الكشف عن اسمه ان «الموصل تشهد ولادة مافيا جديدة مشابهة لتلك الموجودة في ايطاليا لكن بغطاء ديني واسع»، مؤكدا أن الاموال التي تجمعها «القاعدة» كافية لتمويل الحرب في العراق بأكملها.