غزة:حذر مركز حقوقي فلسطيني من نضوب مياه الشرب في قطاع غزة مع حلول العام 2015، وقال ان الوضع البيئي والصحي يشهد تدهوراً وان مياه البحر لا تزال ملوثة وتهدد حياة السكان بسبب ضخ المياه العادمة.ووفق تقرير لمؤسسة الضمير لحقوق الإنسان فقد أكد أن تفاقم أزمة الطاقة الكهربائية المتمثلة في انقطاع التيار لساعات أدى إلى تدمير مكونات البيئة الأساسية في قطاع غزة. ونقل التقرير عن المهندس عبد الرحيم أبو القمبز مدير إدارة الصحة و البيئة في بلدية غزة أنه يتم الآن تشغيل 60 بئرا ارتوازية في مدينة غزة ، حيث تنتج هذه الآبار ما يقارب 80 ألف متر مكعب من المياه، وأكد أن الفحوصات تؤكد ان أكثر من 80 ' من المياه في مدينة غزة ترتفع فيها معدلات الكلوريدات و النترات عن معدلات النسب المسموح فيها عالمياً. ووفق إفادة للمهندس منذر شبلاق مدير مصلحة مياه بلديات الساحل فقد حذر خلال حديثه للمؤسسة الحقوقية من أن الخزان الجوفي في القطاع الساحلي يعاني من مشاكل متعددة أهمها زحف مياه البحر بشكل تدريجي. وقال شبلاق انه وفق التوقعات والتحاليل التي نفذت مؤخراً فإن عام 2015 سيشهد أزمة مياه كبيرة، لدرجة عدم القدرة على الحصول على مياه تصلح للشرب أو للاستخدام الآدمي من هذا الخزان في حال لم يتم الاعتماد على مصادر مياه جديدة قبل تلك الفترة، في الوقت الذي يزداد فيه عدد السكان. وأكد أن حل مشكلة المياه في القطاع لن يتم عبر تنفيذ بعض المشاريع ومحطات التحلية الصغيرة وحفر الآبار. إلى ذلك فقد تطرق التقرير للوضع البيئي والصحي في القطاع، وذكر المهندس أبو القمبز أن الأزمة الحالية للطاقة الكهربائية والقطع المتواصل للتيار ومواصلة فرض الحصار الإسرائيلي ساهم في التأثير على جميع أوجه الحياة وعلى رأسها مرافق المياه والصرف الصحي. وأشار إلى أن انقطاع التيار الكهربائي المتواصل أدى إلى التسبب في هلاك وعطل الكثير من مولدات الكهرباء الاحتياطية ، واستهلاك كميات كبيرة من مادة السولار التي تشغل المولدات البديلة عن التيار. وبين أن ان هذا الأمر أدى إلى طفح المياه العادمة، وأفاد أبو القمبز انه يتم إلى جانب هذا الأمر ضخ حوالى 60 ألف متر مكعب من المياه العادمة من المصب الرئيسي الكائن مقابل مفرق الشهداء في البحر. واستناداً للمعلومات التي حصلت عليها مؤسسة الضمير من المهندس شبلاق فقد قال ان كمية المياه العادمة التي يتم ضخها لبحر القطاع تعادل 80 ألف متر مكعب يومياً. وأكد أن مياه البحر لا تزال ملوثة ولا تصلح للسباحة في المناطق من وادي غزة وسط القطاع وحتى منطقة الواحة شمال القطاع. وأوضح أن مرافق قطاع الصرف الصحي تعاني من ضغط هائل على عمل المولدات البديلة التي تزيد من العبء المالي للجهات المختصة. هذا وقالت مؤسسة الضمير انها تتابع ب 'بالغ القلق التداعيات البيئية والصحية الخطيرة الناجمة عن مواصلة إحكام الحصار الإسرائيلي البري والبحري والجوي ، واستمرار حالة الجدال السياسي القائم فيما يتعلق بكهرباء القطاع، وحذرت من أن هذا الوضع 'عرض مكونات البيئة الأساسية من مياه وهواء جوي و مياه وبيئة بحرية للتدهور بشكل خطير'. يشار إلى أن أزمة سكان القطاع يعانون من انقطاع التيار الكهربائي لثماني ساعات يومياً بسبب تداعيات الانقسام السياسي، وأدى الحصار الإسرائيلي المفروض منذ أكثر من ثلاث سنوات إلى التأثير على الوضع الصحي.