ملك الأردن قابل نتنياهو لرهبته من أمريكا التي تطبق قاعدة «كن لطيفاً مع إسرائيل ثم افعل ما شئت» قالت مجلة فورين بوليسي الأمريكية في تقرير لها أمس إن الأزمات الأخيرة التي سببتها إسرائيل بهجومها أولاً علي أسطول الحرية التركي الذي كان متجها لغزة محملاً بالمواد الغذائية والمساعدات الإنسانية، وثانياً بهجومها المباغت علي الأراضي اللبنانية مما تسبب في اشتباكات بين القوات اللبنانية ونظيرتها الإسرائيلية جعل الولاياتالمتحدةالأمريكية في موقف حرج بسبب خلاف حلفائها مع بعضهم البعض، مؤكدة أن نظام مبارك أصبح الوحيد الذي يقيم علاقات ودية حقيقية مع إسرائيل بينما حلفاء أمريكا لم تعد علاقاتهم بها كما كانت. وذكرت المجلة الأمريكية في تقريرها الذي نشرته تحت عنوان «خمسة تعليقات حول الاشتباك اللبناني الإسرائيلي علي الحدود ومعناه» أن الولاياتالمتحدة وجدت نفسها أمام أزمة حقيقية عندما وجدت أن بعض حلفائها يدخلون أمام بعضهم البعض في خلاف بالسلاح، بداية من الهجوم علي أسطول الحرية الذي أحدث خلافاً بين إسرائيل وتركيا وحتي الاعتداء الإسرائيلي المسلح علي أراضي لبنان، وهو ما أحرج أمريكا التي تحاول أن تثبت مكانتها في الشرق الأوسط باعتبارها تقدم مصلحة الآخرين علي مصلحتها. وأشارت المجلة الي أن القاعدة الذهبية التي وضعتها الولاياتالمتحدة في المنطقة وهي «ابتعد عن إسرائيل كن لطيفاً معها ولا تهاجمها مهما فعلت ثم افعل ما شئت» هي التي جعلت الكونجرس الأمريكي يتخذ موقفاً من تركيا التي تجرأت علي معاداة السياسة الإسرائيلية تجاه غزة، مشيرة إلي أن الحكومة اللبنانية من المحتمل أن تلقي معاملة مماثلة من واشنطن بالرغم من كونها حليفاً مقرباً لها منذ عهد الرئيس الأمريكي السابق جورج بوش. وأكدت فورين بوليسي الأمريكية أن تصرفات إسرائيل تسببت في الكثير من الامتعاضات في الشرق الأوسط، في إشارة إلي الموقف التركي، كما أكدت المجلة الأمريكية أن الملك الأردني عبد الله بن الحسين التقي رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو علي مضض بسبب الرهبة من غضب الولاياتالمتحدةالأمريكية، إلا أن الثابت حالياً أن النظام المصري بقيادة الرئيس حسني مبارك - الذي يواجه معارضة داخلية لمشروع التوريث- هو النظام الوحيد الذي يتعامل بود حقيقي مع إسرائيل ويؤكد أن علاقته معها «علاقة صداقة أبدية». وأوضحت المجلة الأمريكية في تقريرها الذي اعتبرته تحليلاً للصدام المسلح الأخير بين الإسرائيليين واللبنانيين أن هذه الاشتباكات أعادت إلي الأذهان الحرب الأخيرة بين إسرائيل وحزب الله اللبناني عام 2006، مما دعا الكثيرين إلي محاولة تحليل دواعي ونتائج هذه الاشتباكات فيما ظهرت مانشيتات الصحف العربية والعالمية في اليوم التالي تحمل عناوين ساخنة مثل «طبول الحرب» و «الحرب اللبنانية الثالثة» وهي العناوين التي حاولت تصدير فكرة اقتراب حرب بين إسرائيل ولبنان. ولفتت المجلة الي أن هذه التحليلات تزامنت مع عدة تساؤلات وتعليقات علي الاشتباكات، من بينها التساؤل حول دور ووضع قوات اليونيفيل خلال هذه الاشتباكات، إلي جانب تأكيد الجهود السريعة التي بذلتها كل من الأممالمتحدة وبعض الدول الكبري مثل الولاياتالمتحدةالأمريكية وبريطانيا وفرنسا وألمانيا لوضع حد بشكل سريع لهذه الاشتباكات، مؤكدة - المجلة- أن هذه الاشتباكات اعتبرت بشكل جدي صداعا في رأس الولاياتالمتحدةالأمريكية التي حاولت بجهد واضح أن تضع حدا للاشتباكات للسيطرة علي الأمور قبل أن تصل لحد الحرب. الدستور