وحسابات قائمة مرشحي التيار الاسلامي 'تسكن' الازمة الداخلية عمان:رغم ان خبير الانتخابات الاول في الصحافة الاردنية جميل النمري توقع مبكرا واحدة من 'اغرب واعجب' الانتخابات في تاريخ البلاد، الا انه وجد في هذه الغرابة فرصة لتحقيق طموحه القديم فانضم لقائمة المرشحين ليس فقط على اساس انه بين المرشحين الاجدر بالمقعد النيابي لكن ايضا على اساس ان كل شيء ممكن.ومن الواضح ان مساحات الغرابة والعجب طالت وقبل الانتخابات بأربعة اشهر حتى طبيعة وتركيبة وتكوين المرشحين سواء الذين اعلنوا او في طريقهم للاعلان، علما بأن المفاجأة تحصل يوميا بجزئيات انتخابية غير مألوفة سابقا من بينها مثلا ان الترشيح سيبقى سريا من الناحية القانونية. المعنى هنا ان المرشح في الدائرة التي سميت بالافتراضية لن يعرف هوية خصمه ومنافسه قبل وقت كاف ولا يجيز له القانون ان يعرف الا اذا اعلن المرشح نفسه ذلك. يعني ذلك ان الحكومة وحدها ستعرف من ترشح واين ومتى. احد اعمدة البرلمان والتجربة الانتخابية برمتها قال ل'القدس العربي': هذا وضع عجائبي فعلا فاذا كانت جهة ما لا سمح الله - تخطط للعبث بالانتخابات تضمن لها سرية المرشح وضوح الهدف حصريا وبعيدا عن الاضواء. تركيبة المرشحين وملامح الطموحات التي ظهرت حتى الآن تشكل مؤشرات لم يسبق ان رصدت في الحالة الانتخابية الاردنية، فعلى سبيل المثال لاول مرة لا يتردد تيار حزبي بالتحضير لقائمة مرشحين قد تصل لمئة مرشح وهو التيار الوطني الذي اختار بعناية عشرين مرشحا من اصحاب الفرص الكبيرة وسيرضى بما يلتقطه من المقاعد بعد ذلك. وحدهم الاسلاميون لم يحددوا بعد موقفهم النهائي من المشاركة في الانتخابات حتى ان علي ابو السكر رئيس مجلس الشورى في حزب جبهة العمل الاسلامي اصدر توضيحا قال فيه بأن هذه المسألة لم تناقش بعد ولم تحسم. لكن الانطباع العام ان التيار الاسلامي ذاهب نحو الانتخابات وان معالجة الخلاف الداخلي المؤثر انتهى بجلوس الشيخ حمزة منصور على مقعد الامانة العامة للحزب، لكن هذه النهاية متأثرة حسب خبراء التيار الاسلامي بالحسابات الانتخابية للاسلاميين فالشيخ زكي بني ارشيد لا ينفي طموحه بالترشح ويتردد ان ابو السكر يفكر كذلك بالامر. اذا حصل ذلك ستكون قائمة التيار الاسلامي ايضا عجيبة وغريبة وتنطوي على خلطة غير مسبوقة من الحمائم والصقور، ومن الواضح ان الصقور مرروا قصة الشيخ منصور وهو بلا منازع خبير البرلمان الاول بين قادة الصف الاول حتى تتاح لهم فرصة التأثير على قائمة مرشحي الجبهة للانتخابات. والواضح حتى الآن عدم وجود 'تصور استراتيجي ومعتمد' حول النهايات التي ستقود لها انتخابات الدائرة الافتراضية التي ستجرى في ظل قانون لم يجرب سابقا، والسبب باجماع المراقبين واضح وهو عدم وجود 'اب واضح' للقانون الجديد، وهو ما المح له الصحافي ياسر ابو هلاله عندما قال في ندوة عامة ان القانون صيغ بين الثنائي رجائي المعشر نائب رئيس الحكومة ووالد الرئيس زيد الرفاعي الاب. واذا نجح وزير التنمية السياسية موسى المعايطة باقناع مجلس الوزراء بحل المجالس البلدية الحالية فان الفرصة ستكون متاحة لاستكمال دائرة العجائبية التي تثيرها هذه الانتخابات، ففي عدد مؤثر من الدوائر واذا لم يحصل تلاعب فعلا سيفوز مرشحون محددون اقوياء بصيغة قريبة من 'التزكية' لان احدا لن يتجرأ على منافسة الاقوياء في الدوائر الافتراضية. والمثير في الموضوع ان هذه الفوضى السياسية التي تثيرها الانتخابات التي يعترف الخبراء بأنها ستكون غريبة، تسير بخطوات مباركة وتلقائية مع شعور عام بعدم وجود تصور للنهايات حتى داخل دوائر القرار الا اذا كان في مطبخ الحكومة عباقرة سياسة وانتخابات لا احد يعرف بوجودهم حتى الآن. وقد سبق للاعب الانتخابات المخضرم ممدوح العبادي ان استغل فرصة اجتماعية لابلاغ نائبي رئيس الوزراء رجائي المعشر ونايف القاضي بأن الحكومة 'لم تسأل الخبراء' مشيرا الى ان طاقم الحكومة الموجود يخلو من المعرفة الميدانية في الشؤون الانتخابية. وسر الغرابة في الحملات الانتخابية انه وخلافا لكل مرة لا احد لا في جهاز الدولة ولا خارجها يعرف بصورة محددة الآن ما الذي سيحصل بعد يوم التاسع من تشرين الثاني (نوفمبر)، فالنظام الانتخابي الجديد لم يختبر سابقا وضمانات النزاهة متراكمة هذه المرة بشكل غير طبيعي والفريق الوزاري غير موحد في طبخة الانتخابات ومؤسسات الدولة لم تشارك جميعها بالحفلة معا.. كل هذه عناصر جديدة تماما في المشهد. هذا الجديد دفع خبيرا مخضرما من طراز النمري قبل شهرين لتوقع الانتخابات الاكثر غرابة وعجبا عام 2010، لكنه دفعه لاحقا للانضمام الى الحلقة مما يؤشر على ان كل الاحتمالات واردة. القدس العربي بسام البدارين