مع قرار بتفكيك العلاقة بين حماس والتنظيم الأخواني في عمان عمان:إنتهت مداولات هادئة تواصلت حتى ساعة متأخرة من مساء الخميس داخل مجلس شورى جماعة الأخوان المسلمين في الأردن بصفقة سياسية وتنظيمية ذات بعد مؤثر بالنسبة للحركة الإسلامية .وبموجب هذه الصفقة حصل تيار الزعيم السياسي لحركة حماس خالد مشعل على الإستقلال التنظيمي لأول مرة عن النسخة الأردنية من الأخوان المسلمين مقابل التنسيب بالشيخ زكي بني إرشيد أمينا عاما لحزب جبهة العمل الإسلامي أكبر وأهم أحزاب المعارضة الأردنية. وناسبت حيثيات هذه الصفقة التي طهيت في الكواليس من قبل مشايخ الصقور والحمائم في التيار الإسلامي جميع الأطراف فهي تتوافق مع دعوات تيار {أردنة} الحركة الإسلامية الساعي منذ سنوات لتفكيك التشابك التنظيمي مع حركة حماس. وتنسجم مع تطلعات مشعل المرحلية في الإنفراد بالسيطرة على مكاتب وشعب الحركة الأخوانية في دول الخليج وتخدم الجناح الصقوري بإبقاء أقوى حلفاء حركة حماس بنفس الوقت الشيخ بني إرشيد على رأس مؤسسة الحزب التابع تنظيميا للجماعة الأخوانية. ويفترض ان ترحب الجهات الرسمية الأردنية بهذا الترتيب أيضا لإنها تشترط تفكيك التشابك التنظيمي في الساحة المحلية قبل الموافقة على أي إتصالات سياسية مع قادة حركة حماس فيما تعزز الترتيبات حضور وسطوة مجموعة المكتب السياسي لحماس في دول الخليج وتمنحها هوامش إضافية للحركة وحضورا مستقلا في هيئات ومجالس التنظيم الدولي للأخوان المسلمين. وبهدوء بالع اتخذ مجلس شورى الجماعة الأخوانية أمس قراران وبالتوافق من الناحية العملية هما ترشيح الشيخ بني إرشيد أقوى حلفاء حماس في الساحة المحلية زعيما لحزب الجبهة بعد منافسة لم تدم طويلا من مرشح المعتدلين الشيخ سالم الفلاحات ثم الموافقة على توصية مكتب الإرشاد الدولي للأخوان بحل إشكالية إزدواجية المكاتب الإدارية وبالتالي تفكيك العلاقة التنظيمية بين التيار الأخواني الأردني وذراعه الفلسطيني ممثلا بحركة حماس. وفاز الشيخ بني إرشيد بالترشيح بعد معركة معقدة دعمه خلالها الجناح الصقوري فيما تراجع في اللحظات الأخيرة مرشح الجناح المعتدل الشيخ فلاحات الذي إشترط إجماعا عليه قبل المشاركة في التصويت ,الأمر الذي حسم المسألة لصالح بني إرشيد . وبذلك يعود إرشيد لموقعه القديم الذي غادره بعد ان بقي أمينا عاما لعامين لحزب الجبهة وسط مقاطعة تامة من المسئولين الحكوميين ليخلف الدكتور إسحاق الفرحان. وبقيت مرحلة واحدة لإنجاز هذه الصفقة نهائيا وهي موافقة مجلس شورى الجبهة على الترتيبات وهي موافقة روتينية بالعادة كما يرى الخبراء في الحركة الإسلامية.
