شهدت مدينة ماستريخت بجنوب هولندا على امتداد ثلاثة أيام ابتداء من 30 أبريل الى 2 مايو، انعقاد الملتقى الثالث الذي نظمته جمعية 'مغرب تنمية‘ ومقرها في فرنسا، تحت شعار" مغاربة أوروبا و دورهم في تنمية المغرب". وتعتبر جمعية مغرب تنمية امتدادا لحزب العدالة والتنمية المغربي ذو التوجهات الإسلامية المعارض.وتميزت دورة هذه السنة بحضور الأمين العام للحزب عبد الإله بنكيران و رئيس المؤتمر الوطني الدكتور سعد الدين العثماني. يتمتع الحزب بشعبية كبرى داخل مغاربة أوروبا، الأمر الذي يفسر به مراقبون للشأن السياسي في المغرب، حرمان السلطات المغربية مغاربة العالم من حق الترشيح و التصويت في الانتخابات البرلمانية الأخيرة.
قضية الصحراء هذا هو الملتقى الأول في هولندا في حين عقد الملتقيان السابقان في فرنسا، وشارك فيه أكثر من 140 مشارك و مشاركة قدموا من دول كفرنسا، هولندا، بلجيكا، إيطاليا ، ألمانيا وبعض الدول الاسكندافية. وكان نصيب الأسد لمغاربة هولندا الذين قدم معظمهم من مدينة روتردام يليهم مغاربة مدينة باريس. وافتتح اليوم الأول بإلقاء الدكتور سعد الدين العثماني لكلمة أشاد فيها بالمجهودات التي يقوم بها الحزب لتخليق الحياة السياسية في المغرب. كما تطرق الى ضرورة بذل الكثير من المجهود لتأطيرممثلي ومناصري الحزب لخدمة القضايا الوطنية و على رأسها قضية الصحراء. و كانت قضية الصحراء الغربية المتنازع عليها من طرف المغرب و جبهة البولساريو موضوع عرض مفصل قدمه الدكتور سعد الدين العثماني، حيث ركز على الدور الفعال الدي يمكن أن يقوم به المجتمع المدني بالخارج للدفاع عن مغربية الصحراء و تنزيل مقترح المغرب بمنح حكم ذاتي موسع تحت السيادة المغربية دون انتظار نتيجة المفاوضات. كما قدم عمر المرابط رئيس جمعية 'مغرب تنمية‘ و ممثل الحزب بأوروبا الحصيلة السنوية والأنشطة التي نظمتها الجمعية. كما عرض مشروع الحزب بإحداث تنسيقية على مستوى أوروبا لهيكلة التواصل بين الحزب و أنصاره. و تقدم ممثلو الحزب بأوروبا بجرد للحالة الراهنة التي يعيشها مغاربة أوروبا و تأثير الازمة الاقتصادية. كما أسهب المتدخلون في التعبير عن قلقهم اتجاه تنامي موجة اليمين المتطرف و معاداة الإسلام. احترام القوانين وكان برنامج اليوم التاني يتكون من عدة ورشات شملت الاقتصاد، السياسة، المرأة و الأسرة تم تأطيرها من طرف كوادر الحزب بالخارج. و خرجت الورشات بتوصيات على رأسها المطالبة بالحياد الإيجابي للإدارة المغربية و عدم توجيهها للانتخابات، تمكين مغاربة الخارج من التصويت و الترشح في بلدان الإقامة في الانتخابات البرلمانية لسنة 2012، و تشجيع استثمارات مغاربة الخارج بالقضاء على البيروقراطية و محاربة الرشوة. و تميز اليوم الأخير بتقديم الأمين العام للحزب عبد الإله بنكيران تصور الحزب لدور ممثلي الحزب بالخارج. حيث ركز على ضرورة احترام و خصوصيات و قوانبن الدول التي يتمتع فيها مناصرو الحزب بحقوق المواطنة. و ركز على ضرورة الانخراط في العمل الجمعوي و السياسي في هاته البلدان. و في رده على سؤال أحد المتدخلين بشأن ما أثاره نشاط حزب إسلامي مغربي حفيظة اليمين الذي قد يستغلها في قضايا سياسوية، أجاب بنكيران بأن الحزب يقتصر عمله على" تأطير أنصاره و الدفاع عن مطالب المواطنين المغاربة بالمغرب"، و كذلك الاستفادة من الاطر المغربية من أجل تحقيق التنمية بالمغرب. وسطية الدين أكد بنكيران على أن التحدي الذي يواجه المغرب هو تحد ديمقراطي. كما أشاد بالدور الدي لعبه الأتراك بأوروبا من أجل خلق جسور التواصل بين حزب العدالة و التنمية التركي و الأحزاب السياسية بأوروبا، وأن هذا التواصل قد يؤدي الى تقارب وجهات النظر. و في البيان الختامي شدد على تبني الوسطية والاعتدال في الدين، و عدم الدخول في معارك عقيمة مع المعادين للإسلام و التركيز على دور الأسرة كنواة لتحصينها من انحلال أخلاقي من جهة و من السقوط في التطرف من جهة أخرى. "في ضل واقع سياسي عبثي بالمغرب"، كما قال أحد المشاركين من السويد،" يمثل حزب العدالة والتنمية الاستثناء و نتمنى أن النظام بالمغرب يعتبره شريكا في التسيير لا عدوا يجب إقصاؤه". أنس بنضريف، ماستريخت- إذاعة هولندا العالمية