الزّحف اكتسح سويسرا وفرنسا وإيطاليا والنمسا وهولندا طرح الفوز الكبير الذي حقّقه حزب اليمين المجري المتطرف في الدور الأول من الانتخابات التشريعية التي جرت يوم الأحد الفارط في انتظار الحسم في الدور الثاني لهذه الانتخابات في 25 من الشهر الجاري، بعد نجاح مماثل لأحزاب متطرفة في عدة دول أوروبية أخرى، تخوّفا كبيرا لدى المهاجرين وبالأخص المسلمين منهم.يرى معظم المتتبعين أن السر في تمكن أحزاب اليمين المتطرف من كسب أصوات الناخبين في هذه الدول يعود إلى استغلالها للأزمات، وإلى رفعها شعارات معادية للإسلام والمسلمين، مثلما حصل مع حزب ''جوبيك'' اليميني المجري المتطرف المعروف بمواقفه العنصرية الذي تحصل في الدور الأول من الانتخابات على 17 بالمائة من أصوات الناخبين، بعد أن سبقه في ذلك حزب اليمين المتطرف الذي يدعى ''الجبهة الوطنية'' بزعامة جان ماري لو بان في الانتخابات الإقليمية الأخيرة التي جرت في فرنسا. في وقت يواصل فيه حزب ''ليغا نورد'' الإيطالي المعادي للأجانب كسب أصوات الكثير من الإيطاليين. ويرى الملاحظون أن الأوضاع الاقتصادية المتأزمة التي تعرفها بعض الدول الأوروبية ساهمت في نجاح أحزاب اليمين فيها، ومعرفتها كيف تستغل مخاوف الناس التي سببتها لهم العديد من الأزمات الراهنة. والحل بالنسبة لليمينيين المتشددين لتجاوز هذه المشاكل الاجتماعية والاقتصادية المعقدة التي تعيشها بلدانهم تكمن في طرد الأجانب، كونهم يأخذون عمل أبناء البلد، ويتحملون مسؤولية قلة فرص العمل، حسب رأيهم. وهو ما يلقى تجاوبا لدى بعض الأوساط الاجتماعية المتذمرة جراء الوضع الاقتصادي الصعب الذي تعرفه بلدانهم. توجه آخر تنتهجه أحزاب يمينية متشددة أخرى، هو رفعها شعارات معادية للإسلام والمسلمين بهدف كسب أصوات الناخبين لصالحها. ومن الأمثلة على ذلك ما يقوم به حزب الحرية اليميني المتشدد في هولندا الذي يستعمل شعارات معادية للإسلام كشعار ''أسلمة أوروبا'' الذي يروج له بقوة للفوز بأصوات الناخبين، مادام أن مثل هذه الشعارات أصبحت أسلوبا انتخابيا جذابا. ونجد أيضا حزب ''من أجل شمال الرين وفيستفاليا'' في ألمانيا الذي نظم مؤخرا في بعض المدن الألمانية احتجاجات أمام العديد من المساجد، للتعبير عن رفضه لبنائها في ألمانيا. كما استضاف هذا الأخير مؤتمرا أوروبيا من أجل منع بناء المآذن في أوروبا، شارك فيه ممثلون عن أحزاب يمنية متشددة من إسبانيا وبلجيكا والنمسا والسويد. وقد أعلن فيه عن نية البدء في جمع توقيعات المواطنين الأوروبيين وتقديمها للمفوضية الأوروبية من أجل سن قانون أوربي يحظر بناء المساجد في كل أوروبا على غرار ما حدث في سويسرا. وبالرغم من إحراز بعض أحزاب اليمين المتطرف نتائج انتخابية جيدة في بعض هذه الدول، إلا أن تحقيقها لنجاح موحد على الصعيد الأوربي يبقى مستبعدا على اعتبار أن خطابها خطاب لا عقلاني. وهو خطاب عنصري يتناقض مع جوهر المبادئ الديمقراطية ومع أسس ومواثيق حقوق الإنسان. المصدرالخبر:الجزائر: حميد زعاطشي