إجراءات أمنية روتينية منع الإسلاميين من إعادة تنظيم صفوفهم 10.34% (39) محاولة عزل الإسلاميين عن المجتمع 4.77% (18) إجراءات أمنية روتينية 84.88% (320) مجموع الأصوات: 377 الحملة الأمنية على المساجين الإسلاميين السابقين، ما هي دوافعها؟ صباح اليوم الاثنين 29 مارس 2010، تشير نتائج الاستفتاء الذي دعا إليه موقع تونس-أونلاين.نت إلى تقدّم الرأي القائل بأنّ الحملة الأمنيّة التي تستهدف المساجين الإسلاميين هي إجراءات أمنيّة روتينيّة!... والتقدّم شاسع كما تبيّنه النتائج أعلاه، ما قد يجعل الملاحظ – لاسيّما الجاهل بالأحداث ودوافعها - يسلّم إذن بروتينيّة الروتين فيقبل بالإجراءات الأمنيّة ولا يعير الذين تستهدفهم اهتماما، طالما كان ذلك روتينا عايشه أو هو عايش أصحاب الحياة الرّوتينية الميّتة.... الاستفتاء تحدّث عن المساجين الإسلاميين دون غيرهم من المساجين السابقين ذلك أنّ الحملات لم تطل أحدا سواهم... ولعلّه لو عمّم ما غيّر في النّتيجة شيئا طالما سكن الرّوتين النّاس وقوْلَبهم على عدم الاستجابة إلى الاستفزازات... فلعلّ الاستفتاء أراد أن يستفزّ في النّاس معاني النصرة فينصروا مظلوما أو معاني الرّجولة فيقاوموا ظالما، ولكنّه (الاستفتاء) قد غفل ربّما عن فعل روتين كتّف الأيادي وعقد الألسنة وحبس الأفكار أكثر من عقدين من الزّمن إلى الدرجة التي صار معها الحبس أو القتل أو المراقبة المستمرّة أو ولادة من العزباء أو مبادلة بالنّساء أو محاولة منع الرزق الذي لا يُمنع وتقديم الآجال التي لا تُقدّم أمورا مقبولة... وأسفي على هذا الذي صوّت للخيار الثالث كيف يؤسّس لروتينية الإجراءات البوليسية التي استهدفت نخبة المجتمع الطيّبة وغفلت أو هي هابت ووقّرت فسّاد أو مفاسد المجتمع النّاخرة لعظام المجتمع... فالروتين هو تناول الأشياء أو فعلها دائما بذات الطريقة المعتادة، وهو عند العسكريين درجة واهنة وهنانة لا تستدعي منهم أهبة أو تحضيرا أو استعدادا... فالرّوتين هو في النّهاية العادة والرّتابة والاستمراريّة الفاقدة للألوان؛ فلا جديد ولا تغيّر ولا حركة ولا تحريض ولا سبب للتحريض أي في كلمة تونسية قديمة "عجوز ما يهمّها قرص"... فهل المصوّتون هنا مقتنعون برأيهم؟! وهل اقتناعهم بالرّأي – إن حصل – هو بيان للماهيّة الحقيقية لهذا الحكم البوليسي الذي باتت عادته الحَمْل على النّاس في بلدهم كي لا يأمنوا على أنفسهم وأولادهم؟! أو هو تعبير عن الموافقة لما يقوم به ذات النّظام ومساندة له في عدم القطع مع سياسة طال أمدها وعظمت خسائرها!.. فلا رغبة لهم في انفتاح ولا عدل ولا تآخ ولا أمن ولا أمان... ولا رغبة عندهم في اعتراف بآخر غير هذا الذي نسّاهم الآخر بما روّضهم عليه من روتين أمرض القلوب فما سلمت وغشّى البصيرة فما أبصرت وطمس العين فما رأت... قد يقول قائل "ديمقراطيّ": ولكن كيف تناقش نتائج أفرزتها الصناديق، وإذن كيف نأمنكم إذا ما سدتّم؟!... وأقول إنّي لا أناقش محتوى الصندون ولكنّي أتناقش مع الذّاهب إلى الصندوق ومع حارس الصندوق... فقد خشيت من خلال هذا التصويت أن يكون المصوّتون إنّما اصتفّوا روتينيا فصوّتوا للرّوتين دون انتباه إلى الخيارين الآخرين... وأمّا أنا فقد صوّت – بعيدا عن الرّتين - للخيار الثاني... ونسأل الله حسن الخاتمة... ولا بارك في سياسة بات روتينها حملات "أمنيّة" على المساجين وبات أمنها مفقودا في القلوب وفي السكن وفي الشوارع!... ثمّ لا أنسى في النّهاية أنّه استفتاء، والاستفتاءات في بلادنا العربيّة، وتونس مثالا قد بيّنت أنّ "الأغلبيّة" تصوّت للرّوتين!...