باريس – كشف الدور الأول من الانتخابات البلدية في فرنسا عن نتائج محدودة للمرشحين من أصول عربية وإسلامية، سواء كانوا على قوائم الحزب الاشتراكي الذي يتجه نحو تحقيق فوز معتبر أو غريمه "حزب التجمع من أجل الحركة الشعبية"، بقيادة الرئيس نيكولا ساركوزي، الذي يشهد تراجعا في تلك الانتخابات. ويعد انتخاب سامية غالي (39 سنة) عن الحزب الاشتراكي كرئيسة لبلدية الدائرة الثامنة في مدينة مرسيليا التي يقل عدد سكانها عن 30 ألف نسمة، الإنجاز الوحيد حتى الآن للأقلية المسلمة من بين 36 ألف رئيس بلدية يتم انتخابهم مع انتهاء الدور الثاني الذي يجرى يوم الأحد المقبل، حين يعود 44.5 مليون ناخب للتصويت على المرشحين الذين حصدوا أكثر من 10% من الأصوات بالدور الأول. وإذا استثنينا مدينة بوردو في الجنوب الشرقي، والتي عادت إلى اليمين الحاكم من الدور الأول، فإن غالبية المدن شهدت تقدما معتبرا للاشتراكيين، فمدينة ليل بقيت في قبضة اليسار منذ الدور الأول، أما مدينة مرسيليا بالجنوب، والتي تعد معقلا تقليديا للحزب الحاكم، فأصبحت أكثر من أي وقت مضى مهددة بالسقوط بين يدي اليسار، وكذلك الأمر بالنسبة لمدن رون ومانس وبوزنسزن وديجون. ويبقى الانتصار الكبير الذي حققه اليسار، بقيادة الحزب الاشتراكي، في باريس، حيث حصل المرشح الاشتراكي برترون دوناولي على 41.60% من أصوات الناخبين متقدما على منافسته من الحزب الحاكم فرنسواز ديبانفي، والتي حصلت فقط على 27.63%. وبالتالي فإن الاشتراكيين، والذين يحظون بمساندة الخضر في العاصمة، سيتمكنون - بحسب غالبية المراقبين- من المحافظة على باريس، بل والسيطرة على ثلثي بلدياتها في الدور الثاني. وبرغم تقدم الحزب الاشتراكي المعتبر بكل الدوائر الانتخابية في غالبية المدن، فإنه من بين مرشحيه من أصول عربية وإسلامية لم تتمكن سوى سامية غالي من الفوز، ومنذ الدور الأول، ببلدية الدائرة الثامنة في مرسيليا، بحصدها 52.30% من الأصوات. الحزب الحاكم ومن المفارقات أن المرشحين القلائل الذين يحتفظون بآمال الفوز من أصول عربية مسلمة ينتمون إلى الحزب اليمني الحاكم. ولا شك أن رشيدة داتي وزيرة العدل الحالية، والتي تترشح في بلدية الدائرة السابعة بباريس، هي أبرز مرشحة من أصل عربية في الدور الثاني، فقد حصلت على 49.50% من الأصوات، وبالتالي تأهلت إلى الدور الثاني أمام منافسها الاشتراكي. ويكفي أن تتحصل على أكثر من 50% يوم الأحد المقبل لتكون ثاني فرنسية من أصول مسلمة تترأس بلدية بعد سامية غالي. وباستثناء داتي لا يتوقع أن يصل أي مرشح آخر من أصول مسلمة لمنصب رؤساء البلديات البالغ عددها 36 ألف بلدية، وبالمقابل يتوقع أن يصل العديد منهم إلى مناصب مستشارين بلديين، والذين يبلغ عددهم نحو نصف مليون مستشار بلدي. وتبقى الحظوظ ضعيفة للفوز في الدور الثاني بالنسبة لكل من كريم بوجمعة، الذي حصل على 26.11% من الأصوات في الدور الأول، ويعد أبرز مرشحي حزب التجمع في مدينة رين، ورازي حمادي، الذي حصد 17.63%، مرشح الحزب الاشتراكي بمدينة أورلي. وحتى في منطقة سانت ديني شمال العاصمة، والتي تعرف بكثافتها العربية والإسلامية (نحو 500 ألف مسلم)، فإن المرشحين الذين تأهلوا إلى الدور الثاني ليسوا في مكانة تمكنهم من الفوز برئاسة البلديات، ويبقى أكبر مكسب بالنسبة للبعض هو احتمال تمكنهم من الفوز بمناصب مستشاري البلدية.