القاهرة:استمعت محكمة جنايات أمن الدولة العليا («طوارئ») في ضاحية التجمع الخامس (شمال شرقي القاهرة) أمس إلى الدفاع عن عناصر خلية «حزب الله»، وهي الجلسة الثالثة المخصصة لهذا الغرض، وأرجأت في نهاية الجلسة الانتهاء من مرافعة هيئة الدفاع إلى جلسة جديدة تعقد اليوم من المنتظر أن تعلن في نهايتها المحكمة حجز القضية للحكم في جلسة تحددها المحكمة بعد شهر.وقدم المحامي منتصر الزيات في بداية مرافعته عن سبعة متهمين هم إيهاب السيد موسى وأيمن مصطفى خليل ومحمد علي وفا وخاطر عبدالله مختار «سوداني الجنسية» وشاهين محمد شاهين وحسين محمد حسين وسلمان كامل حمدان، اعتذاراً إلى المتهم اللبناني عضو «حزب الله» محمد يوسف منصور الشهير ب «سامي شهاب» عما لحق به وبقية المتهمين من أذى وسوء جراء ما سماه ب «الخيانة» التي تعرض لها من أحد الأشخاص داخل مكتبه - لم يسمه - بما تسبب في «تضييق الوثاق على معاصم المتهمين والإضرار بمصالحهم في بدايات القضية». ونفى الزيات عن المتهمين سعيهم للإضرار أو إلحاق الأذى بالمصالح أو الشعب المصري أو أمنه داخلياً وخارجياً، مؤكداً أن أعمال المتهمين ومخططاتهم التي بدأت منذ عام 2002 وحتى إلقاء القبض عليهم في تشرين الثاني (نوفمبر) 2008 لم تمس أمن مصر في شيء وكانت تستهدف مساعدة الشعب الفلسطيني فقط، مؤكداً أن كل الاعترافات المنسوب صدورها إلى المتهمين جاءت وليدة إكراه مادي ومعنوي، واستجوابات مرهقة في غير أوقات التحقيق المعتادة. كما دفع ببطلان إجراءات التحقيق مع المتهمين في نيابة أمن الدولة العليا لعدم توفير ما سماها بالحماية للمتهمين من بطش أجهزة الأمن، معتبراً أن أجهزة الأمن تذرعت بحماية الأمن القومي المصري لانتهاك حرية المتهمين وتعذيبهم.وأشار إلى أن كل أوراق التحقيق تخلو من ثمة دليل قاطع على جريمة التخابر أو السعي للتخابر. وأشار الزيات إلى أن عضو «حزب الله» سامي شهاب، باعتباره الرجل الثاني في الخلية، خلت أقواله أثناء جلسات التحقيق من ثمة مقاصد وخطط لاستهداف مصالح أو منشآت مصرية، حيث أكد مراراً في التحقيقات أن المتهمين بإحرازهم لأسلحة ومفرقعات كانوا يهدفون إلى دعم حركات المقاومة في قطاع غزة ضد إسرائيل، وأنهم كانوا يعدون البعض منهم لمعسكرات تدريبية من أجل التصدي لقوات الاحتلال. وأوضح أن المتهم إيهاب السيد موسى أقر في التحقيقات قبوله عرضاً من محمد قبلان وسامي شهاب للانضمام إلى جماعة تسعى إلى مساعدة الشعب الفلسطيني وحركات المقاومة بالمال والسلاح والعتاد من دون المساس بالأراضي المصرية بسوء، لافتاً أن إيهاب قرر في التحقيقات أن «الهدف النبيل والسامي يستحق التضحية من أجله». وأضاف الزيات أن اغتيال عماد مغنية جعل المتهم الأول والرئيسي في القضية، محمد قبلان رئيس قسم مصر بوحدة دول الطوق في «حزب الله»، يفكر في الثأر لاغتياله من خلال استهداف السياح الإسرائيليين في مصر، وأن قبلان عرض فكرته على قيادة «حزب الله» في لبنان، التي رفضت بدروها بصورة قاطعة أن تكون الأراضي المصرية مسرحاً لعمليات الحزب ضد الدولة العبرية، لافتاً إلى أن إقدام قبلان على استئجار فيلات وبنايات سكنية تطل على المجرى الملاحي لقناة السويس جاء كخطوة مستقبلية احترازية في حال تبدل موقف قيادات الحزب الرافض لاستهداف السفن أو البوارج الإسرائيلية والأميركية التي تعبر القناة. ودفع الزيات بعدم اختصاص محكمة أمن الدولة بنظر الاتهامات الموجهة إلى المتهم سلمان كامل حمدان، والذي اتهمته النيابة بحفر أنفاق بهدف تهريب الأسلحة والمفرقعات ومساعدة أعضاء الخلية في التسلل إلى الأراضي المصرية دخولاً وخروجاً، مشيراً إلى أن القضية ينعقد اختصاصها أمام القضاء العسكري طبقاً لقرار الرئيس المصري في شأن تأمين حماية الحدود الشرقية للبلاد. - أحمد مصطفى