واشنطن:نقلت صحيفة «نيويورك تايمز» عن مسؤولين رفيعي المستوى في الأممالمتحدة أمس، قولهم إن «بيتر غالبرايث المساعد السابق لموفد المنظمة الدولية الخاص إلى أفغانستان اقترح، خلال فترة الانتخابات الرئاسية الأفغانية الأخيرة، استبدال الرئيس الأفغاني حميد كارزاي». وكشفوا ان كارزاي علم بخطة غالبرايث الذي أُعفي من مهماته مطلع ايلول (سبتمبر) الماضي بعد مطالبته بالتحقيق في انتهاكات تزوير خلال الانتخابات الأفغانية.وأفادت الصحيفة ان غالبرايث اقتنع بأنه خسر منصبه لأنه تشاجر مع رئيسه الموفد الخاص للأمم المتحدة إلى أفغانستان النروجي كاي إدي في شأن درجة التزوير التي اعتبرها ادي قليلة، ما صب في مصلحة كارزاي. ووجدت لجنة انتدبتها الأممالمتحدة لمراقبة الانتخابات الرئاسية الأفغانية ان ثلث الأصوات التي حصل عليها كارزاي مزورة. وجرى تحديد موعد جديد للاقتراع، لكن منافس الرئيس الأفغاني وزير الخارجية السابق عبدالله عبدالله انسحب بحجة ان الانتخابات لن تكون عادلة، فاحتفظ كارزاي بمنصبه. وأبلغ المبعوث الأميركي الخاص الى افغانستان وباكستان ريتشارد هولبروك الذي وقف خلف تعيين غالبرايث في منصبه الصحيفة انه لم يعلم بأي اقتراح لاستبدال كارزاي، مؤكداً ان الأمر «لا يعكس نظرة وزيرة الخارجية الأميركية هيلاري كلينتون أو أي شخص آخر في وزارة الخارجية إلى الوضع». اما إدي الذي اعلن انه سيتنحى مطلع السنة المقبلة، فقال إن «مغادرة غالبرايث جاءت في شكل مفاجئ، بعدما رفض اقتراحه لاستبدال كارزاي واختيار شخصية ودية مع الغرب». وأوضح إدي، في رسالة كتبها الأسبوع الماضي رداً على انتقادات مجموعة الأزمات الدولية لعمله، انه «شرح لمساعده ان الخطة غير دستورية، وتشكل تدخلاً من النوع الأسوأ. وفي حال اعتمادها فستتسبب في رد فعل دولي قوي إضافة إلى عصيان مدني. وعندها قرر المغادرة إلى الولاياتالمتحدة». لكن غالبرايث رد بأنه لم يتقدم باقتراح كامل، بل فكر في اطلاق مساع لإقناع كارزاي بالمغادرة، تمهيداً لتشكيل حكومة انتقالية في حال عدم تنظيم دورة ثانية للانتخابات قبل أيار (مايو) 2010. وأكد ان الأممالمتحدة لم تبلغه ان هذه المواقف ساهمت في إعفائه من مهماته، مشدداً على انه لم يروج للفكرة خارج الأممالمتحدة. لكن ديبلوماسياً غربياً أكد ان غالبرايث ناقش الموضوع مع نائب السفير الأميركي في كابول. على صعيد آخر، اعلنت هيئة رقابة اميركية متخصصة بإعمار أفغانستان ان جهاز مكافحة الفساد الذي شكله الرئيس كارزاي في تموز (يوليو) 2008 «يعاني من عيوب خطرة»، وأنه غير مستقل لأن كبار اعضائه يعملون مستشارين له». وأورد تقرير هيئة الرقابة ان «مؤسسة مكافحة الفساد الأفغانية ينقصها الأفراد والاستقلالية على المستوى التنظيمي والمالي كي تصبح جهازاً فاعلاً للمراقبة». ويعتبر الفساد مشكلة منتشرة ومتوطنة في أفغانستان. ووضعت جماعة الشفافية الدولية أفغانستان في المركز ما قبل الأخير بين 179 دولة تضمها لائحة مؤشر الفساد للسنة الحالية. وكررت واشنطن مرات ان محاربة الفساد يجب ان تكون أولوية لكارزاي خلال ولايته الثانية، وحذرته من تعيين «محاسيبه» في مناصب مهمة. وحتى الآن، حصل الجهاز الأفغاني لمكافحة الفساد على نحو مليون دولار من الولاياتالمتحدة، وسيمنح 7.3 مليون دولار اضافي من الأممالمتحدة.