اعتبر القيادي بحركة حماس محمد نزال التحرك القطري لدعم القضية الفلسطينية والقضايا العربية دليلا على إحساس كبير بالمسؤولية. وقال في حوار على هامش مؤتمر «غزة النصر» الذي التأم بمدينة اسطنبول التركية، إن قطر تتحرك باتجاه الملفات الفلسطينية المختلفة لدعم وحدة الشعب الفلسطيني، وأضاف «دور قطر دور إيجابي وديناميكي وينبغي أن نشجعها عليه ونثمن مواقفها». بعد زيارة كل من خالد مشعل ومحمود الزهار للدوحة خلال الأيام القليلة الماضية كيف تقيمون جهود دولة قطر في التوصل إلى اتفاق التهدئة والتدخل لرأب الصدع الفلسطيني ومعالجة آثار العدوان على غزة؟ - بكل صراحة نحن نثمن الدور المتميز الذي تقوم به قطر في التحرك السياسي الذي يدعم القضية الفلسطينية والقضايا العربية وهذا يدل على إحساس كبير بالمسؤولية، فقطر كانت من المبادرين إلى محاولة حل النزاع القائم في دارفور بالسودان، وقطر كان لها مبادرة سابقة في جمع القوى السياسية اللبنانية بعد أحداث مايو 2008 وتمكنت من النجاح في تحقيق اتفاق جمع الفصائل اللبنانية. وقطر اليوم تتحرك باتجاه الملفات الفلسطينية المختلفة لدعم وحدة الشعب الفلسطيني والوقوف معه في وجه العدوان الذي حصل على قطاع غزة، ولهذا فالدور القطري دور إيجابي وديناميكي «وينبغي أن نشجعها عليه ونثمن مواقفها». في قمة غزة الطارئة حضرت فصائل المقاومة وكانت لها كلمتها، وهذا ما لم يسبق أن حصل في مؤتمرات عربية أخرى، لكن هناك من يرى أن قمة غزة الطارئة بالدوحة أسهمت في تكريس الشرخ العربي وحالة الاستقطاب بين الأنظمة العربية، كيف تردون على ذلك؟ - الذين يقولون أن قمة غزة الطارئة في قطر عززت الانقسام والشرخ هم أنفسهم الذين ذهبوا لقمة أبوظبي، وعقدوا قمة بحضور تسع دول عربية متجاهلين كل الدول العربية الأخرى ولم تتم دعوتها، قطر عندما كانت تعد لقمة غزة الطارئة دعت كل الدول العربية بدون استثناء، والذين غابوا عن القمة كان ذلك بقرار منهم، في حين أن قمة أبوظبي على سبيل المثال تم اختيار تسع دول عربية لها واستثناء كل الدول العربية الأخرى ولا يعرف على أي قاعدة تم اختيار هذه الدول، ولماذا اختيرت هذه الدول لعقد هذه القمة. ولهذا فأنا أرى أن قمة غزة الطارئة في الدوحة ليست هي المسؤولة عن الانقسام مطلقا، فالمسؤول عن ذلك أساسا هم القادة أنفسهم وهذه القمم هي التي تكشف لنا دائما مدى الانقسام ودرجته فقط، فالشرخ السياسي موجود منذ عدة سنوات، حيث قوطعت قمم عربية عدة من عدد من الدول العربية، ورأينا في قمة دمشق العام الماضي كيف غابت عنها دول عربية. هناك حديث هذه الأيام عن اتفاق وشيك بخصوص التهدئة مع الكيان الصهيوني، ما جديد المفاوضات في هذا الأمر، وبأي ثمن ستكون هذه التهدئة؟ - يفترض أن اتفاقا وشيكا للتهدئة يمكن أن يتم خلال فترة قريبة جدا، فهناك وفد لحركة حماس في القاهرة يمثل الداخل والخارج، وهم الآن يسعون من خلال المسؤولين المصريين إلى الوصول إلى اتفاق تهدئة، ونحن نأمل أن يتم ذلك قريبا. ما هي شروطكم للتوصل لهذا الاتفاق؟ - نحن لا نطرح شروطا، بل نقدم إطارا عاما تتلخص مرتكزاته الأساسية حول رفض التهدئة المفتوحة والإصرار على أن تكون مؤقتة زمنيا، وأن يعلن الإسرائيليون التزامهم بهذا الاتفاق، أما الضبابية في الموقف فلا يمكن أن نسمح بها، والنقطة الثالثة هي أننا لن نقبل بأي تعهدات تتعلق بمنع دخول السلاح إلى قطاع غزة، ثم رابعا لا بد من كسر الحصار وفتح المعابر، هذه هي المرتكزات الأساسية لأي اتفاق تهدئة يتم التوقيع عليه مستقبلاً. على المستوى الداخلي، خاصة ملف المصالحة الوطنية، هناك حديث عن لقاءات جمعت قيادات حماس بقيادات من فتح للتوصل إلى اتفاق ينهي حالة الانقسام الفلسطيني؟ - جرى لقاءان خلال الأيام القليلة الماضية واللقاء الأخير كان على مستوى عالٍ حيث حضره من قبل حركة فتح نبيل قريع ونبيل شعت وهما عضوا لجنتها المركزية مع وفد حماس المفاوض في القاهرة، ولاشك أن هذا تطور إيجابي وهذا أول لقاء يعقد على هذا المستوى منذ عملية الحسم التي جرت في قطاع غزة، نأمل أن يتم البناء على هذا اللقاء ونصل إلى توافق إن شاء الله. هل سيكون مصير هذا التوافق تشكيل حكومة وطنية؟ - يجب أن تكون حكومة الوحدة الوطنية نتاجا للحوار الوطني الفلسطيني الجماعي، وهذا يتوقف على الاتفاق المنتظر التوصل إليه في مفاوضات القاهرة. * كشفتم قبل العدوان على غزة عن وثائق في غاية من الأهمية في برنامج «بلا حدود» بقناة الجزيرة، لكن معركة غزة سحبت هذا الموضوع من التداول الإعلامي، ما مصير هذه الوثائق وكيف تتصرفون بها مستقبلا؟ - لقد تم الإعلان عن الوثائق في البرنامج يوم 24 ديسمبر الماضي، وبعد ذلك بثلاثة أيام كان العدوان الصهيوني على غزة. هل تربطون بين الأمرين؟ - لا، لا نربط بينهما، فقد حدث العدوان، أصبحنا أمام أجواء جديدة بكل صراحة، وليس من الحكمة أن نبقي هذا الموضوع قيد التداول، قد تأتي متغيرات أخرى فيتم استكمال طرح بقية الوثائق، لأنني أعتقد أن الموضوع لم يطرح بشكل كامل وأن هناك مزيدا من الوثائق يمكن الحديث عنها. سؤال أخير حول مشاركتكم في مؤتمر «غزة النصر»، ماذا تتوقعون أن يكون مصير القرارات التي خرج بها هذا المؤتمر المنعقد باسطنبول؟ أنا أعتقد أن أهم ما ميز هذا المؤتمر هو هذا التنوع الفكري والسياسي الذي حضره، وكذلك ميزه انعقاده في تركيا وتحديدا اسطنبول، كما تميز بالحضور النوعي والكبير الذي شهدناه لعدد من العلماء والمفكرين والدعاة والسياسيين. أعتقد أن هذا المؤتمر تظاهرة سياسية وفكرية وثقافية متميزة وينبغي متابعة التوصيات والقرارات التي تم اتخاذها، فإذا ما تم ذلك يمكن أن نقول إن هذا المؤتمر استكمل نجاحه، فالمرحلة الأولى من نجاحه في اعتقادي تمثلت في انعقاده في هذا المكان وهذا الزمان وبهذا التنوع الفكري والسياسي والدعوي. 2009-02-18 العرب القطرية