استغل علي العريض رئيس الحكومة زيارته الأخيرة لألمانيا للتحول لسجن "الستازي" ببرلين الذي شهد فصولا من التعذيب والتنكيل وقتل المعارضين السياسيين والمبدعين والمثقفين خلال القرن الماضي . ويبدو أن رئيس الحكومة علي العريض استعاد ذكريات الماضي في سجون تونس حيث شهد بدوره فصولا من التعذيب الجسدي والمعنوي من قبل النظام البائد . وقبل مغادرته السجن كتب علي العريض على مذكرة الشرف ما يلي : تجولت اليوم بكثير من التأثر في هذا السجن الذي تحول إلى مجمع من الذكريات المريرة التي عاناها المساجين السياسيين. واختلطت مشاعري وأتجول وأستمع إلى الشروح المقدمة مع ما مررت به ومر به كثير من التونسيين في السجون التونسية. تتصارع المشاعر والأفكار لدي رغم وجودي بين الضيوف وأكاد أبحث عن لحظة أختلي فيها مع نفسي لأفصل بين ما عايشته وأريد أن أعلمه عن تاريخ عذابات المساجين بألمانيا الدكتاتورية. تشابه كبير بين الأساليب المرعبة وبين الغرف والوسائل وأساليب التحقيق والتعذيب. ما أغلى الديمقراطية والعدل أعني كان الثمن غاليا، قدمته الإنسانية جيلا بعد جيل لكن في مسارها الطويل يعتبر انتصار هذه القيم مكسبا لا يقدر بثمن. أثمن هذا العمل التاريخي الكبير وكثرة زواره والدور الثقافي والتربوي الذي يؤديه، هل سيحقق لنا في تونس مثله؟ ذلك ما آمل تحقيقه. شكرا لألمانيا ولكل الساهرين على هذا المعلم. كل تشجيعي رئيس الحكومة علي العريض