أمي ......وعيد المرأة 13 أوت 1991/2012 تمر الأيام والأعياد على نفس النسق منقوصة بالنسبة لضحايا وعائلات براكة الساحل 1991 ذكرتني اليوم أمي قائلة: هل تعلم أن عيد ميلاد ابنك احمد غدا الموافق ل 13 أوت أجبتها طبعا اعلم جيدا وغايتها من كلامها يومها كنت مشلول اليدين والرجلين ولم أتمكن من زيارة زوجتي بالمستشفى إلا بمساعدة أفراد العائلة مستعملا العصي . كانت هذه الكلمات سبب كتابة هذا المقال حيث أن يوم 13 أوت يذكرني بفترة عذاب مريرة في مكاتب امن تخريب الدولة بوزارة الإرهاب الداخلي جاء هذا اليوم بعد اقل من شهرين من إطلاق سراحي بعد الاعتقال يوم 23 ماي وقضاء ليلة سوداء حمراء بين أحضان جلادي المخلوع تحت إشراف عبد القلال وبمباشرة مديريه وأعوانه وجلاديه أدت بي بعد سويعات مع أبشع وأفظع أساليب التعذيب الجسدي والمعنوي تفنن من خلالها الجلادون الوحوش من الإبداع إلى الهلاك والدخول في غيبوبة عميقة كانت نتيجتها البقاء 12 يوما بقسم العناية المركزة بالمستشفى العسكري تحت اسم مستعار الهادي الطرابلسي وكان هذا أيضا تحت دعم ومساندة وإعانة إدارة الأمن العسكري التي آلت على نفسها حتى التحقق في الأكذوبة الفتنة القذرة التي أراد من خلالها النظام الفاسد اكساء المؤسسة العسكرية الشريفة ثوب مصدر الخطر والإرهاب حتى يتمكن من إبعادها طريقه وعن مسارها بالدفاع عن الوطن والزج بها مناخ البلبلة داخل وحداتها وأفرادها غير أن شطارة قادتها آنذاك غابت وانطلت حيلة المخلوع وأمنه وتجمعه على فطنة إدارة الأمن العسكري التي تعرف كل عسكريي أكثر من معرفته لنفسه فانبطحت لمشيئة المكيدة وتخلت عن منظوريها وسلمتهم إلى جلادي امن الدولة . إذا يحي الشعب التونسي غدا الذكرى 56 لعيد المرأة بكل فخر واعتزاز بعد ثورة أسقطت المخلوع الذي كان الواحد الأحد في الحكم الظالم القمعي الاستبدادي وبزغت شمس الحرية والكرامة والعدالة غير أن هذه الشعارات المتميزة لم تصل بعد إلى جزء كبير من نساء تونس واخص بالذكر نساء عائلات ضحايا براكة الساحل هذه المجموعة من بنات صغيرات وشابات ومتزوجات وأمهات وجدات لم تنعم بعد بالكرامة حيث إلى اليوم الزوج الأخ الأب الجد الذي كان من بين ضحايا براكة الساحل لم يحصل على كرامة العيش حيث وبعد إن تحصل على بعض الحقوق كالهوية العسكرية في بطاقة التعريف وبطاقة العلاج وجواز السفر وبطاقة التردد على النوادي والتي حرم منها طيلة 20 سنة تحصل على اعتذار الدولة وكان ذلك في يوم تاريخي يوم 23 جوان 2012 وعلى لسان رجل شهم السيد محمد المنصف المرزوقي رئيس الجمهورية القائد الأعلى للقوات المسلحة وللأسف تجاهلته كل وسائل الإعلام التونسية والتي فوتت عن نفسها تسجيل حركة هامة جدا في تاريخ الجيش الوطني هذا الاعتذار أعاد للمؤسسة العسكرية هيبتها باعتراف الدولة بأكذوبة العهد البائد وفي نفس التاريخ وعد رئيس الدولة بحفل بقصر قرطاج لرد اعتبار ضحايا براكة الساحل . إلا أن هذه المرأة بنت أخت زوجة أم جدة التي عانت معاناة عقدين من الزمن لم تحتفل بعيدها كغيرها بل هو احتفال منقوص لن يتم إلا يوم يتحصل كل عسكريي من مسرحية براكة الساحل عل حقوقه كاملة من تعويض عما فات وجبر للأضرار وتنظير للرتب المستحقة وتحيين للمرتبات والحصول على جراية تقاعد تضمن له كرامة العيش في ما تبقى من عمر . القادم أفضل لان كل من السيد عبك الكريم الزبيدي وزير الدفاع والسيد الفريق أول رشيد عمار ذكرا في العديد من المناسبات جاهزية الوزارة وهي تنتظر السند القانوني الذي طال وطال كثيرا . أقول إلى المرآة التونسية عيد سعيد وكل عام وتونس بخير وكم كنت أتمنى أن تحتفل حفيدتي وابنتي وزوجتي بهذا اليوم على الوجه الأكمل لكن تمر الأيام والأعياد على نفس النسق منقوصة بالنسبة لضحايا وعائلات براكة الساحل 1991