بالرغم من تزايد أعداد الشباب الألبان في مقدونيا المقبلين على أداء فريضة الحج في السنوات القليلة الأخيرة، فإن العدد الأكبر من الحجاج ما زال من كبار السن. "جرت العادة في الأسرة الألبانية أن يحج كبار السن أولا".. هكذا يوضح يوسف زيميري مسئول إدارة الوقف بالمشيخة الإسلامية في مقدونيا ل"إسلام أون لاين.نت" سبب كون غالبية حجاج مقدونيا ما تزال من كبار السن (ما فوق 55 سنة)، إذ تتجاوز نسبتهم ال 70% من حجاج هذا العام. السبب ذاته أكده "أفريم عليا" الأستاذ بمدرسة عيسى بك التابعة للمشيخة في العاصمة أسكوبيا بقوله: "من المتعارف عليه بين مسلمي مقدونيا أن الشخص يؤجل الحج حتى ينتهي من كافة مسئولياته المادية تجاه أسرته.. كما أن الابن إذا توفرت له الإمكانية المادية لأداء الحج ولم يكن والده قد حج، فإنه يؤثر والده". ومقارنة بالسنة الماضية تراجعت أعداد الحجاج المقدونيين، حيث يشير زيميري إلى أن عددهم بلغ هذه السنة 1300 حاج، بينهم 40% من النساء، بينما كان عددهم في السنة الماضية 1500 حاج. ويفسر ذلك بأن "هذا هو العدد المصرح لنا به بناء على الاتفاقية الجديدة الموقعة بين المشيخة الإسلامية ووزارة الحج بالمملكة العربية السعودية يوم 10-7-2007". 13 مفتيا وحرص المفتون في كافة المدن التابعة للمشيخة (13 مفتيا) على توديع حجاج مدنهم بأنفسهم في تجمع معتاد ضم أقارب ومعارف الحجاج. وقال "أفريم عليا" في اتصال هاتفي مع "إسلام أون لاين.نت": "إن الألبان اعتادوا على أن يقوم أقارب ومعارف الشخص المتوجه إلى الأراضي المقدسة بتهنئته قبل سفره، وكذلك فور عودته". وردا على سؤال ل"إسلام أون لاين.نت" حول إذا ما كانت هناك جهات رسمية تدعم تكاليف الحج، أكد زيميري أن "الحجاج يتحملون كافة مصاريف الحج". وتبلغ تكلفة الحج من مقدونيا عبر رحلات الطيران 2199 يورو للفرد، وتهبط إلى 1400 برا بالحافلات. ووصل جميع حجاج مقدونيا الأسبوع الماضي إلى السعودية، بواقع 494 عبر الرحلات الجوية، و806 بالحافلات. المؤسسة الوحيدة وتعد المشيخة الإسلامية في مقدونيا هي المؤسسة الرسمية الوحيدة المنوط بها قانونا التنظيم والإشراف على كافة الأنشطة الدينية والإسلامية، ومنها رحلات الحج والعمرة. وبحسب اللائحة الداخلية للمشيخة فإنه يتم إرسال مرشد مع كل 25 حاجًا، وطبيب مع كل 50 حاجًا، إضافة إلى الأدوية اللازمة. يذكر أن مقدونيا انفصلت عن يوغسلافيا السابقة عام 1991، وتم الاعتراف بها رسميا من قبل المجتمع الدولي كدولة مستقلة في نفس العام. ووفق الإحصائيات الرسمية تبلغ نسبة المسلمين 23% من إجمالي عدد السكان البالغ مليوني نسمة، بينما تشير الجهات الإسلامية إلى أن نسبتهم تتجاوز ال40 %. ويوجد في مقدونيا نحو 589 مسجدا، وأكثر من 690 كتابا لتحفيظ القرآن الكريم.