تعول السلطة السياسية في تونس على دورة الألعاب الأولمبية (لندن 2012) من أجل الترويج لصورة تونسالجديدة بعد الإطاحة بالدكتاتورية في 14 كانون ثان/يناير 2011. وسيكون أولمبياد لندن أول حدث رياضي عالمي مهم تشارك فيه تونس بعد ثورة الياسمين التي أنهت 23 عاما من حكم الرئيس المخلوع زين العابدين بن علي وأكثر من 50 عاما من حكم الحزب الواحد في تونس بعد بطولة أمم أفريقيا لكرة القدم 2012. وتمثل دورة الألعاب الأولمبية ، أضخم حدث رياضي في العالم ، فرصة مناسبة لإعادة التعريف بتونسالجديدة التي تشهد فترة انتقال ديمقراطي وإعادة بناء للنظام والمؤسسات. وعلى عكس الدورات الأولمبية الأولى التي شاركت فيها تونس في ستينيات القرن الماضي عندما لم يكن أغلب المتابعين لهذه الدورات يعرفون أين تقع تونس على خريطة العالم، فإن المسؤولين في تونس يدركون حاليا أن عيون العالم ستكون شاخصة على البعثة التونسية لكونها مصدر شرارة الربيع العربي . وبدأ التفكير منذ شهور في كيفية استغلال هذا الحدث الذي يعرف أكبر تغطية إعلامية في العالم لإبراز صورة تونسالجديدة. وقال رئيس اللجنة الأولمبية التونسية يونس الشتالي، إلى وكالة الأنباء الألمانية (د.ب.أ) ، "من حسن حظ تونس ، بادرت الجمعية الأفريقية للجان الأولمبية بتخصيص قرية أولمبية لكل الدول الأفريقية المشاركة في أولمبياد لندن وسيخصص فيها جناح لتونس". وقامت تونس بتجربة مماثلة في أولمبياد أتلانتا 1996 ولقي جناحها "دار تونس" الذي نظم على هامش الألعاب نجاحا لافتا بين الزائرين الأمريكيين. ويتوقع أن تكون "دار تونس" في أولمبياد لندن 2012 أكثر نجاحا وجاذبية لكونها تأتي في أعقاب ثورات الربيع العربي التي أطلقت تونس شرارتها في المنطقة. وقال الشتالي إنه تم تشكيل لجنة مشتركة من أربع وزارات إلى جانب رئاسة الجمهورية لتقديم تصور بشأن تأثيث الجناح التونسي في القرية الأولمبية بلندن والعمل على الترويج لصورة تونسالجديدة بعد الثورة. وأضاف الشتالي "هناك تفكير لأن يحضر الرئيس المؤقت المنصف المرزوقي حفل افتتاح دورة الألعاب وافتتاح جناح تونس في القرية الأفريقية الأولمبية". وتتألف البعثة التونسية في أولمبياد لندن من 140 فردا من بينهم 81 رياضيا ورياضية. وتقود البعثة ريم الزواوي عضو اللجنة الأولمبية التونسية ورئيسة لجنة الرياضة والبيئة. وسعت اللجنة الأولمبية التونسية لإشراك كل رؤسات الإتحادات الرياضية التونسية الممثلة في البعثة المشاركة بغض النظر عن عدد الرياضيين في كل رياضة وذلك على نفقتها على أن يقتصر حضورهم على فترة المنافسات الخاصة بكل اتحاد رياضي وليس الدورة بأكملها. ويتزامن أولمبياد لندن مع شهر رمضان الذي يؤدي فيه المسلمون بما في ذلك الرياضيين الذين يمثلون الدول الإسلامية المشاركة فريضة الصيام. وصرح شكري بن حسين رئيس مكتب الإعلام الأولمبي التونسي ، إلى (د.ب.أ) ، قائلا "لن تكون هناك ترتيبات خاصة لأن اللجنة المنظمة كانت على علم بتزامن الأولمبياد مع شهر رمضان ولذلك خصصوا مطاعم خاصة للرياضيين المسلمين الذين سيؤدون فريضة الصيام". وكانت اللجنة الاولمبية التونسية نظمت لقاء مع الرياضيين التونسيين المشاركين في أولمبياد لندن 2012 لشرح كل التأثيرات الصحية التي يمكن أن تنجم عن الصيام مع الأداء الرياضي. وقال الشتالي "قدمنا لهم شرحا علميا مفصلا ولكننا لن نفرض عليهم الإفطار. سيكون لهم حريتهم الشخصية في اتخاذ القرار الذي يناسبهم". وقال بن حسين "الدين يسر وليس عسر. إن قرروا الافطار فيمكنهم تعويض ذلك بعد الدورة".