يؤدي رئيس الجمهورية التركية عبد الله غول زيارة دولة إلى تونس أيام 7 و 8 و 9 مارس 2012 بدعوة من رئيس الجمهورية المؤقت. وتندرج هذه الزيارة في إطار الإرادة المشتركة التي تحدو البلدين لتوثيق عرى الأخوة والصداقة والتعاون القائمة بينهما والتي تستند إلى موروث ثقافي وتاريخي مشترك وتنسجم مع الأهداف المضمنة بمعاهدة الصداقة والتعاون المبرمة بتونس في 15 سبتمبر 2011 بمناسبة زيارة الوزير الأول التركي رجب طيب أردوغان إلى تونس. وتؤسس هذه المعاهدة الأولى من نوعها مع تركيا لشراكة استراتيجية بين البلدين تعززت بتوقيع "خطة عمل" للتعاون الثنائي لسنة 2012 تتضمن مشاريع الزيارات والاتفاقات والأنشطة المبرمجة بين البلدين قصد تعميق التشاور والشراكة في مختلف الميادين وتعزيز الإطار القانوني المنظم للتعاون الثنائي. وتعد تركيا في طليعة البلدان التي قدمت دعمها لتونس إثر ثورة 14 جانفي حيث تشهد العلاقات الثنائية دفعا جديدا من خلال تكثيف الزيارات على المستوى الوزاري ومن قبل الباعثين الاقتصاديين في كلا البلدين. وتم في هذا الإطار تنظيم عدة ملتقيات بين رجال الأعمال في مجالات مختلفة منها التبادل التجاري والصناعة والسياحة والفلاحة مع إعطائها بعدا إقليميا من خلال فتحها على الأسواق الليبية والافريقية لاسيما بمناسبة الزيارة التي أداها وزير الاقتصاد التركي ظافر شقلايان يوم 23 جانفي 2012 إلى تونس على رأس وفد هام من رجال الأعمال. وعلى صعيد العلاقات الثنائية تمثل تركيا الحريف الرابع عشر لتونس ومزودها الثامن وتوجد بتونس 22 شركة تركية تشغل 1230 عاملا. وقد وقع الجانبان اتفاقا دخل حيز التنفيذ سنة 2005 يتعلق بإحداث منطقة تجارة حرة مما ساهم في تدعيم حجم المبادلات التجارية بين البلدين الذي فاق مليون دولار. وسجل توافد السياح الأتراك الى تونس سنة 2011 تراجعا يقدر ب 41 بالمائة مقارنة بسنة 2010 التي زار تونس خلالها أكثر من 18 ألف سائحا تركيا. وفي المقابل يزور تركيا سنويا قرابة 60 ألف تونسيا يقصدون خاصة مدينة اسطنبول. ومن جهة أخرى قررت الحكومة التركية في شهر جانفي الماضي وضع خبراتها الفنية في جميع المجالات على ذمة تونس حيث ادى في هذا الإطار وزير التنمية الجهوية والتخطيط زيارة عمل إلى تركيا في أوائل مارس الماضي للتعرف على الخبرة التركية في مجالات تقليص فوارق التنمية بين الجهات وتشجيع الاستثمار وتوفير مواطن الشغل. كما ستفتح الوكالة التركية للتعاون الفني في الأسابيع القادمة مكتبا لها بتونس لتمويل مشاريع تنموية في المناطق الداخلية. وستشهد زيارة الرئيس عبد الله غول الى تونس توقيع اتفاقيات تشمل مجالات التعاون العلمي والتكنولوجي وميادين النقل. كما سيتولى الجانبان تدارس السبل الكفيلة بتطوير الشراكة الاقتصادية والمبادلات التجارية بين البلدين والرقي بها إلى مستوى التطلعات المشتركة.